«آيو» و«دوربار» كلمتان منفصلتان عن بعضهما البعض، لكل واحدة منهما حضورها في المشهد الفني النيجيري، حيث الأولى تمثل عنواناً لمهرجان شعبي سنوي يحتفي بدورة الحياة، بينما الثانية فهي تشكل عنواناً لمهرجان شعبي آخر يحتفي بالألوان والموسيقى والخيول، المهرجان الأول يرتدي فيه الراقصون أقنعة بيضاء اللون، بينما الثاني فهو يستلهم جمالياته من الألوان واختلافاتها، وكلاهما يقام في مدينة لاغوس النيجيرية، حيث يتم الاحتفاء بتقاليد مغرقة في البعد، تطل برأسها عند تكريم زعيم راحل واستقبال آخر جديد.

ما إن يحل مهرجان «دوربار» الشعبي حتى ترتدي مدينة لاغوس النيجيرية أجمل حللها التي تتكاثر فيها الألوان، ويطلق فيها العنان للخيول لأن تجوب شوارع المدينة، التي تركت بصمة لامعة في المشهد الفني النيجيري، والذي يتمدد عمره على مسافة تزيد على 8 عقود، حتى باتت هذه المدينة موطناً للفنون في نيجيريا، ومن بين زواياها خرج العديد من الفنانين الذين تحولوا مع مرور الوقت إلى نجوم لامعة في المشهد الفني العالمي، ولعل من بينهم الناقد النيجيري الراحل أوكوي إينوزور، الذي كرمه بينالي الشارقة الدولي بوصفه قيماً على دورة البينالي الأخيرة.

فرص

ما يتميز به المشهد الفني النيجيري من ألق، بدا حاضراً في معرض إكسبو 2020 دبي، ليكشف عن مدى الفرص الاستثمارية التي يمتلكها البلد الإفريقي، حيث تشكل الفنون فيه رافداً أساسياً في اقتصاده الإبداعي، والذي يمكن قراءة مدى تطوره من خلال تمثال الحصان الذي يقف شامخاً بمواجهة مدخل الجناح الواقع في منطقة الفرص. تمثال الحصان ليس غريباً في شكله، فقد صنع بالحجم الطبيعي للخيل، ولكن اللافت في هذا التمثال المصنوع من الخردوات وبقايا الحديد، كما الملاعق وهياكل الدراجات النارية وصنابير المياه وقطع حديدية أخرى مهملة، يتمثل في قدرته على جمع مفردات التاريخ النيجيري، وتفاصيله المختلفة.

تفاصيل

نظرة واحدة فقط لا تكفي لأن تكتشف تفاصيل هذه المنحوتة التي حافظت على ألوان القطع الحديدية الأصلية، فكل واحدة منها تمثل جانباً من تاريخ تلك الدولة، بعضها فيه إطلالة على التاريخ القديم، وهو ما يتجسد جلياً في طبيعة الشعارات القديمة التي تمثل قوة الملوك والزعماء الذين مروا على طريق «مدينة الفرص»، فيما يتزين التمثال بشعار الدولة، الذي يمثل هويتها، فالدرع الأسود يجسد تربة نيجيريا الخصبة التي يقف عليها أهل هذا البلد، حيث تحرسهم كرامتهم التي يجسدها حصانان قويان يجلسان في حقل من الزهور الوطنية، الذي يشقه نهران يمثلان أهم مصادر الحياة التي تمر عبر إفريقيا،