لأغنية «غزيلٍ فلة» عمر طويل، يعشقها أهل دبي، ويعرفها أبناء الخليج جيداً، تلك الأغنية ولدت بين أحياء دبي، في سبعينيات القرن الماضي، كلماتها تحمل توقيع الشاعر عتيج الظاهري، أما جملها اللحنية، فقد تمددت على أوتار عود الفنان الراحل جابر جاسم «صاحب الحنجرة الدافئة»، ورغم ترجل جاسم عن حصان الحياة، لكن الأغنية لم تمت، فقد ظلت حية في ذاكرة الناس، تذكرهم بلحظات الزمن الجميل، كما ظلت حية على ألسنة العديد من نجوم الأغنية الخليجية والعربية، الذين رددوا كلماتها في حفلاتهم.
«غزيلٍ فلة»، بدت نجمة الجلسات الخليجية في معرض إكسبو 2020 دبي، فقد جمعت تحت ظلالها، كلاً من الفنانة داليا مبارك، وزميلها الفنان فؤاد عبد الواحد، واللذان عادا لتقديمها بطريقة جديدة، قدماها على الخشبة معاً، فنالا ثناء الجمهور وتصفيقه، وهو الذي اجتمع في ساحة اليوبيل، ليستمتع بالنغم الخليجي، وأوتار العود، وضربات الأصابع على حدود الدف والطبل، في ليلة تزينت بسحر الموسيقى، حلقت فيها داليا مبارك في فضاء المكان، بينما أنعش صوت فؤاد عبد الواحد، الجمهور على اختلاف شرائحه ولهجاته.
كلاهما أبدع في وصلته الغنائية، وكلاهما استطاع أن يلامس قلوب الناس، وأن يشيع أجواء من الفرح والسعادة في المكان الذي يحتضن الحدث الأروع عالمياً، وكلاهما تنقل بين أغنيات حفظها الجمهور عن ظهر قلب، جلها خرجت من أرشيف عبد الواحد وداليا مبارك.
على وقع أغنية «اللي يمشي عادي»، أطلت الفنانة داليا مبارك، لتأخذ الجمهور في رحلة واسعة معبدة طريقها بفنون الموسيقى والكلمات، ورافقتهم عبر أغنيات أخرى كثيرة، من بينها «كذا ممكن»، تلك التي حلقت في الفضاء الإلكتروني، وارتفعت أعداد مشاهداتها إلى سدة الملايين، لتمضي داليا نحو أغنية أخرى، حملت عنوان «دار زايد»، التي قدمتها هدية لشعب الإمارات، ومن قبلها قدمت أغنيتها «ترى حقي»، تلك التي أبدعت داليا في أدائها باللهجة العراقية. وصلة الفنان فؤاد عبد الواحد الغنائية، لم تكن أقل وهجاً، وهو الذي بدأها بأغنية «أوصافك عجب»، ليمضي من بعدها إلى مجموعة أخرى، وقف على رأسها «الله جابك»، و«أثق فيك»، و«البعيد اللي هناك»، بالإضافة إلى أغنيته «خنجر يماني»، ليختتم فقرته بأغنية «سمارة يا سمارة».
