لعبة الشطرنج مدرسة للحرب والحياة، شكلت عنصراً أصيلاً في الثقافة العربية في الماضي، وخاصة أنها انتشرت في جميع الأراضي العربية، وصولاً إلى شمالي أفريقيا ثم إسبانيا عبر بوابة الأندلس ومنها إلى بقية أوروبا، وانطلاقاً من ذلك اتخذ الجناح الإسباني قصة الشطرنج بين العرب والإسبان ليسرد تاريخها لزواره عبر 3 لغات شملت العربية والإنجليزية والإسبانية، في مشهد يعكس الاعتزاز الكبير بتأثير الحضارة العربية في الثقافة الإسبانية التي اتخذت من «إكسبو 2020 دبي» منصة للتعريف بذلك وتضمينه إنجازاتهم في هذه اللعبة الذكية.

تثقيف وتعليم

وتحتل إسبانيا مكان الصدارة في استخدام الشطرنج أداة تعليمية واجتماعية وعلاجية بالإضافة إلى كونها البلد الذي ينظم معظم البطولات الدولية لها، ولتحقيق التعايش في هذا العالم السريع والمتقلب تجمع لعبة الشطرنج مهارات أساسية تجعلها أداة تثقيفية وتعليمية فعالة، إذ تقوم بتحسين الذكاء العاطفي والأداء الرياضي، كما تساعد على الفهم أثناء القراءة، علاوة على ذلك تعزز اللعبة القيم والمهارات مثل التفكير المرن والنقد الذاتي.

من جهتها، بينت الرسومات على جدران الجناح الإسباني التي تحكي تاريخ هذه اللعبة، أن الشطرنج تمرين للعقل وأداة للتعايش ولعبة استراتيجية كما أنها مدرسة للحرب والحياة، ليتم سرد قصة الشطرنج بين العرب والإسبان على جدران الجناح من الداخل بـ3 لغات وهي العربية والإنجليزية والإسبانية، إذ كانت اللوحة الأولى تحت عنوان «الشطرنج إرث العالم أجمع»، وتذكر اللوحة أن لعبة الشطرنج تعود إلى الهند، وفي القرن السادس انتقلت إلى بلاد فارس، ثم اكتشفها العرب بعد قرن من الزمان، وأضفوا عليها خصائص جديدة، وانتشرت اللعبة في جميع الأراضي العربية، وصولاً إلى شمالي أفريقيا ثم إسبانيا عبر بوابة الأندلس، ومنها إلى بقية أوروبا، وبما أن لعبة الشطرنج مدرسة للحرب والحياة، فقد شكلت عنصراً أصيلاً في الثقافة العربية في الماضي، إذ كانت تُجرى مباريات في بلاط بغداد وكانوا يلعبونها معصوبي الأعين ليتمكنوا من حفظ مواقع القطع.

عبقرية إسبانية

وتعكس المشاهد والرسوم على جدران الجناح لقطة «من العبقرية الإسبانية إلى الذكاء الاصطناعي»، إذ تقول اللوحة المرسومة، إنه بالإضافة إلى جهاز التحكم عن بُعد، ابتكر المخترع الإسباني توريس أي كيفيدو آلة أجدريستا، القادرة على إعطاء «كش ملك» للبرج و«الملك ضد الملك»، وإنه بعد 40 عاماً عاد الشطرنج مرة أخرى حقلاً للتجارب من خلال آباء الذكاء الاصطناعي «تورنج وشانون»، واليوم يستخلص العلم دروساً مهمة من المباريات التي تحدث بين أجهزة الكمبيوتر وأفضل لاعبي الشطرنج.

وتبين لوحة أخرى تزينت بعبارة «إسبانيا مهد الشطرنج الحديث»، مع بعض الرسوم التي تثبت وجود الشطرنج في إسبانيا، من خلال قطع شطرنجية من الكريستال، والتي كانت في وصية «كونت أورجيل»، وتثبت أن القطع كانت عربية أندلسية، وفي عام 1928 شدد الملك ألفونسو على أهمية الشطرنج أداة للتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود.

ابتكار مهم