انخرط العرب في التجارة على طول ساحل شرق أفريقيا قبل ألف عام، وأطلقوا على موريشيوس اسم جزيرة «دينا أروبي»، وفي عام 1507م أعاد الملاحون البرتغاليون اكتشاف الجزيرة، وأطلقوا عليها «Swan»، ولكنهم لم يستقروا بها، فيما أطلق الهولنديون في عام 1598 على جزيرة موريشيوس اسم الأمير «موريتس فان ناسو» واستخدموا الجزيرة كمحطة للتزود بالوقود على طول طرقاتهم التجارية إلى الهند، ولكنهم قرروا في النهاية الاستقرار بشكل دائم في عام 1638 لمنع البريطانيين والفرنسيين من الاستيلاء على الجزيرة.

جزيرة فرنسا

وأخيراً في عام 1707 قرر الهولنديون إخلاء الجزيرة وغادروا موريشيوس في عام 1710، وعقب خمس سنوات استحوذت فرنسا على الجزيرة، ولكن لم يقم الفرنسيون حتى عام 1721 بأول محاولة للاستقرار فيها، والتي أعادوا تسميتها بـ«جزيرة فرنسا».

سحر التنوع

وتعتبر موريشيوس نجمة أو مفتاح المحيط الهندي، تستمد سحرها من سكانها الذين، برغم تنوعهم الثقافي والعرقي والديني، إلا أنهم يتميزون بأنهم مسالمون لدرجة قد يحسدها عليهم الكثير من دول العالم، لا سيما التي تشهد نزاعات مستمرة.

والمتتبع لتاريخ موريشيوس الواقعة في المحيط الهندي، يلاحظ أنه خلال السنوات الأولى من الاستعمار الفرنسي، كان سكان الجزيرة متنوعين إثنياً، حيث تم جلب أشخاص إلى الجزيرة من مدغشقر وأوروبا وأفريقيا وآسيا، إما بإرادتهم وإما بالقوة، وهذه الطريقة مهدت للتنوع الحالي لسكان موريشيوس.

طفرات هائلة

ونظراً لموقعها الاستراتيجي، كانت موريشيوس مطمعاً من قبل بريطانيا العظمى، التي داهمت الجزيرة في نوفمبر 1810 واستولت على المستعمرة الفرنسية، وأعادت تسمية الجزيرة مرة أخرى باسم «موريشيوس» الحالي، وتحت الحكم البريطاني شهدت الجزيرة العديد من التحسينات والطفرات الهائلة في البنى التحتية المستدامة، حيث تم تحسين شبكة الطرق، وتحديث الزراعة، كما شهدت صناعة السكر طفرة كبيرة.

واستعان الحكم البريطاني لجزيرة موريشيوس بعمال تم جلبهم من الهند وبشكل رئيسي من مناطق تاميل نادو، وبونديشيري، وكاريكال، وبيهار، كتعويض عن نقص العمالة الرخيصة بعد ما ألغيت العبودية في العام 1833.

وشهدت موريشيوس أيضاً في تلك الحقبة هجرة العديد من المسلمين الغوجاراتيين، الذين جاؤوا من الهند والصين، معظمهم من قوانغدونغ، استقروا بشكل رئيسي في قلب مدينة «صنع بورت لويس» وأسس الجميع لأنفسهم في قطاع التجارة.

مناظر خلابة

وبعد ما يقرب من أربعة قرون من الحكم الأوروبي، نالت موريشيوس استقلالها أخيراً في 12 مارس 1968، وأصبحت جمهورية في عام 1992، حيث تم الترحيب بالجزر باعتبارها الدولة الأكثر ازدهاراً في المحيط الهندي.

المناظر الطبيعية الخلابة والشواطئ الرملية البيضاء النقية، عوامل جذب تفخر بها موريشيوس، التي تعتبر بمثابة جنة على الأرض، حيث تتجلى فيها روائع الطبيعة عبر الغابات المورقة والشلالات الهادرة والجبال الشامخة والشواطئ الجذابة، وفي نفس الوقت يتعايش سكانها متنوعو الأديان واللغات والثقافات في تناغم وسلام تام.

نبض الحياة

مثل نموذج «موريشيوس» البلد الديمقراطي النابض بالحياة، الذي يستعرضه جناحها الواقع بمنطقة الفرص في «إكسبو 2020 دبي» مثالاً يحتذى به في بناء مجتمع متناغم تسوده الأخوة، يوفر العمل والرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني للجميع، كما تزخر الجزر بالتنوع البيولوجي، حيث يستوطنها العديد من النباتات والحيوانات المختلفة مثل نبتة «التروشتية البوتونية» التي أصبحت الزهرة الوطنية لموريشيوس، بالإضافة إلى مجموعات الطيور التي تستوطن موريشيوس مثل الحمام الوردي والببغاوات.