تتواصل الجهود لدحر نازلة فايروس كورونا الجديد في كل مكان، لكن الفايروس لا يكف عن التفشي. ففيما تجاوز عدد جرعات اللقاحات المستخدمة حول العالم أمس 2.1 مليار جرعة، في 176 بلداً؛ قفز العدد التراكمي للمصابين عالمياً أمس إلى 174.75 مليون نسمة؛ توفي منهم 3.76 مليون شخص. وارتفع عدد مصابي الهند أمس إلى أكثر من 29 مليوناً. كما ارتفع عدد مصابي البرازيل أمس إلى 17 مليوناً. وقالت منظمة الصحة العالمية الليل قبل الماضي إن سلالة دلتا، التي نشأت في الهند، تبدو أكثر قدرة على التفشي السريع من السلالات الأخرى، خصوصاً سلالة ألفا، التي تعرف سابقاً بسلالة كنت البريطانية. وأضافت المنظمة في تقريرها الأسبوعي أن المصابين بالسلالة الهندية أكثر احتمالاً أن يكونوا عرضة للتنويم في المشافي 2.6 مرة من المصابين بالسلالات الأخرى. كما أن المصابين بالسلالة الهندية أكثر قدرة على تمرير العدوى إلى الآخرين. وأشارت إلى أن دراستين أشارتا إلى أن اللقاحات قد تكون أقل فعالية ضد السلالة التي انتشرت حتى الآن في أكثر من 74 دولة، بعدما كان عددها لا يتجاوز 12 بلداً منذ نحو أسبوع. وفي الولايات المتحدة قال مسؤولون صحيون إن الإصابات بالسلالة الهندية حققت ارتفاعاً كبيراً، على رغم أن أمريكا قطعت شوطاً بعيداً في تطعيم مئات الملايين من سكانها. وقال مستشار الرئيس جو بايدن للشؤون الصحية الدكتور أنطوني فوتشي أمس إن الإصابات بـ«الهندية» أضحت تمثل أكثر من 6% من مجموع الحالات في البلاد. وأضاف أن «الهندية» هيمنت على بريطانيا، وهو وضع لا يمكن أن تسمح السلطات الأمريكية بحدوثه في أراضيها. وزاد أن السلالة الهندية اجتاحت حتى الآن 60 بلداً، وأنها ربما كانت أكثر قدرة على التفشي السريع من السلالات الأخرى. كما أنها أكثر قدرة على إلحاق تدهور خطير بصحة المصاب بها. وتواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة تتمثل في تباطؤ التطعيم، على رغم تحصين أكثر من 60% من البالغين بجرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المتاحة ضد كوفيد-19. وانخفض عدد الجرعات المعطاة يومياً بأكثر من الثلثين قياساً بالذروة التي بلغها في أبريل الماضي. وكشف فوتشي أن الأبحاث التي أجرتها شركة فايزر الدوائية العملاقة تشير إلى أن لقاحي فايزر-بيونتك وأسترازينيكا-أكسفورد لا تزيد فعاليتهما ضد سلالة دلتا الهندية على أكثر من 33% بعد الجرعة الأولى، وترتفع إلى 60% بعد الثانية. وفيما أعلنت الصين أن سلطاتها الصحية وافقت على استخدام لقاح مضاد لكوفيد-19 طورته الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية؛ أقر البرلمان الأوروبي أمس استخدام شهادة تطعيم تسمح بالسفر بين دول الاتحاد الأوروبي. لكن الشهادة لن تصبح معتمدة قبل إقرارها من قبل حكومات الدول الأعضاء. ويتوقع أن تصبح سارية بين الدول الـ27 خلال يوليو القادم. وتثبت الشهادة أن حاملها إما تم تحصينه بالكامل باللقاح، أو أنه تعافى من الإصابة بالفايروس، أو أنه حصل على نتيجة سالبة لفحص أجري أخيراً.

وفي سياق ذي صلة، كلفت الولايات المتحدة فريقاً من الخبراء بالعمل مع كندا، والمكسيك، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا لتحديد أفضل شروط لاستئناف السفر لأرجاء العالم. ونقلت رويترز أمس عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن الفريق الأمريكي سيكون بقيادة لجنة مكافحة كوفيد-19 في البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي الأمريكي. وسيضم الفريق ممثلين للمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ليل الثلاثاء تغيير درجة نصائحها بشأن السفر إلى عدد من الدول، من المستوى الرابع، الذي يعني «عدم السفر»، إلى الثالث، الذي يعني «أدرس قرار السفر» إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً ألمانيا وفرنسا.

وفي برلين، قالت صحيفة هاندلسبلات أمس إن ألمانيا توشك على إطلاق شهادة تطعيم رقمية، تتولى تجهيز بنيتها الأساسية شركة آي بي إم. وأشارت نقلاً عن رئيس الوحدة الرقمية التابعة لوزارة الصحة الألمانية إلى أن الشهادة الصحية الرقمية سيمكن المواطنين الألمان الحصول عليها من الصيدليات العامة اعتباراً من 14 يونيو الجاري.

ذكرت بلومبيرغ أمس أنها اطلعت على وثيقة تؤكد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيؤيدان مسعى متجدداً لإجراء تحقيق في شأن أصل فايروس كوفيد-19. ويتوقع أن تصدر الوثيقة كبيان مشترك لقمة أوروبية-أمريكية في وقت لاحق من الشهر الجاري. وتطالب بإحراز تقدم ملموس في المرحلة الثانية من تحقيق يتعين على خبراء منظمة الصحة العالمية القيام به بـ«شفافية، وبناء على الأدلة». وتأتي هذه الخطوة وسط اتهامات متكررة للصين بأنها ربما تسببت في جائحة كوفيد-19 من خلال تسلل الفايروس من أحد مختبراتها في مدينة ووهان. ومن شأن إجراء تحقيق ثان أن يثير التوتر مع الصين التي ترفض نظرية التسلل من المختبر. وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت في تقرير لجنة التحقيق التي كونتها في مارس الماضي أن الفايروس نشأ على الأرجح من أصل طبيعي. لكنها قالت إن الأمر يتطلب مزيداً من التحقيق. ونقلت بلومبيرغ عن دبلوماسي أوروبي لصيق بالتحضير للقمة الأوروبية-الأمريكية قوله إن واشنطن طلبت من بروكسل تأييداً أوروبياً للمطالبة بدراسة جديدة لتحديد أصل فايروس كوفيد-19. وكان إعلان الرئيس جو بايدن الشهر الماضي أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا تزال منقسمة في ما بينها بشأن أصل الفايروس؛ ما أتاح فرصة لتجدد الاعتقاد بنظرية انطلاق الفايروس من مختبر صيني.