Categories
السعودية عكاظ

السعودية – المنطقة تغلي .. إسرائيل تعرْبد.. إيران تتفرْعَن .. الإخوان يتموضعون

في الوقت الذي أخذت وطأة جائحة كورونا تخفّ شيئا فشيئا في أوروبا وأمريكا، يبدو أن القوى الكبرى بدأت تتهيأ للعودة إلى الصراعات الجيوسياسية بعد أن احتل «كوفيد ١٩» القيادة في العامين الأخيرين. عالم اليوم أضحى شبيها بحالة أعوام الحرب الباردة حين دأب الزعماء الغربيون والشيوعيون على الاجتماع والتعاون بشكل مكثف، فيما كانت اجتماعات القمة بين الشرق والغرب نادرة الحدوث. وبعد نحو خمسة أشهر من توليه منصبه في العشرين من يناير الماضي، تجاهل الرئيس جو بايدن الشرق الأوسط في أول جولة خارجية أوروبية له من المقرر أن يزور خلالها 3 دول ويشارك في 6 قمم عالمية. وإذا كانت الجولة ستسلط الضوء على التزام واشنطن بإحياء التحالفات عبر «الأطلسي» وتنشيط العلاقات مع حلفاء أمريكا متعدّدي الأطراف لمواجهة التحدّيات العالمية وتأمين المصالح الأمريكية، فإن تجاهل المنطقة الأكثر التهابا والتي يعربد فيها الاحتلال الوحيد في العالم، وتستمر القوى الإيرانية في سفك الدماء، وأعاد الإخوان تموضعهم؛ يعد مؤشرا سلبيا على طبيعة الاهتمامات الخارجية الأمريكية، ويبدو في رأي المراقبين أنه تجاهل متعمد لقضايا معقدة تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار العالمي. وإذا كانت أجندة بايدن خلال جولته الخارجية ستركز على سُبل مواجهة وباء كورونا والتغير المناخي، والملف النووي الإيراني وانسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان والعلاقات مع روسيا، فإنه كان من باب أولى أن تتضمن زيارة المنطقة الساخنة والتباحث حول ملفاتها المعقدة خصوصا في هذا التوقيت الذي تبدو فيه احتمالات انفجار الوضع أكثر من أي قت مضى لا سيما مع اقتراب ولادة حكومة إسرائيلية جديدة متطرفة. الصورة العالمية الأوسع تتمحور في التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم في النقص الشديد بالثقة، إذ تتصرف كل القوى العظمى بطرق مفاجئة لا يمكن التكهن بها، فيما يعتقد الجميع أن الآخرين يتآمرون ضدهم. وتهدف جولة بايدن لإعادة بناء العلاقات عبر «الأطلسي» التي توترت خلال عهد الرئيس السابق ترمب. وأعاد بايدن نشر مقال كتبه في صحيفة «واشنطن بوست» قبل يومين على حسابه على موقع «تويتر» أكد فيه «سأغادر إلى أوروبا في أول رحلة خارجية خلال رئاستي. وتتركز الجولة حول إدراك التزام أمريكا المتجدد تجاه حلفائنا وتحديدا الأطلسي الذي لفظه ترمب واستعاده بايدن». ويعتبر لقاء بايدن مع بوتين الذي وصفه أخيرا بأنه قاتل.. نقطة محورية في صياغة العلاقات مع روسيا، بعد تراشق بالعبارات القاسية مع بوتين. في قمم الكبار.. لا مكان ولا بحث لقضايا الشرق الأوسط.. المنطقة تغلي.. إسرائيل تعربد.. وإيران تتمادى.. والإخوان يتموضعون.. القوى الكبرى.. لا نقاش.