Categories
الإمارات البيان

الإمارات – عبدالله الثاني بن الحسين.. قائد استثنائي في صنع السلام وتعزيز الأخوة الإنسانية حول العالم

يمثل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة رمزا عالميا للتسامح والمحبة وقبول الآخر.

و تحفل مسيرة جلالته بالإسهامات المبدعة في مجال تعزيز الحوار بين الأديان و الحد من الانقسامات والعمل علي تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب ودعم القضايا الانسانية، فضلا عن جهوده الدؤوبة من خلال وصايته على الأماكن المقدسة في القدس.

و يأتي فوز جلالة الملك عبدالله الثاني بجائزة الشيخ زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022 ليؤكد الدور الايجابي الذي يقوم به في بناء الجسور بين الشعوب من مختلف الأديان و دعم جهود النهوض بالإنسانية وتعزيز قيم التعايش والتسامح حول العالم.

وتستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي جانبا من الأعمال والإنجازات التي حققها جلالة الملك عبدالله الثاني والتي جعلت منه قائدا استثنائيا داعيا و صانعا للسلام والوئام، والوسطية والتعايش، وشخصية جامعة، وصوتا معتدلا ينطلق من المشرق إلى كل العالم.

و البداية مع الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة في القدس والتي آلت إلى جلالة الملك عبدالله الثاني مع اعتلائه عرش المملكة الأردنية الهاشمية قبل ما يزيد عن 22 عاما حيث حظيت تلك المقدسات التي تحتل مكانة ومنزلة هامة لدى سائر الديانات السماوية بعناية خاصة وأضحت جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الأردنية في عهد جلالته.

و شهدت الأماكن المقدسة في القدس مجموعة من مشاريع الإعمار في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني و التي تضمنت "منبر المسجد الأقصى المبارك" منبر صلاح الدين حيث وضع جلالته اللوحة الزخرفية الأولى على جسم المنبر في شهر رمضان عام 2002، وبدأ العمل بوضع التصاميم الخاصة لإعادة صنع المنبر، والعمل به في جامعة البلقاء التطبيقية، ليعود المنبر على صورته الحقيقية المميزة ببالغ الحسن والدقة والإتقان، وأعيد المنبر إلى مكانة الطبيعي في عام 2007م.

و تضمنت مشاريع الإعمار كذلك ترميم الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى، وترميم الحائط الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، ومشروع نظام الإنذار وإطفاء الحريق في المسجد الأقصى المبارك، وترميم الأعمال الفنية في مختلف مرافق قبة الصخرة المشرفة، إضافة الى ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة عام 2016 على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني الخاصة، و ترميم قبة كنيسة الصعود في القدس عام 2017.

و بشأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وقع جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تاريخية في 31 مارس 2013 تؤكد أن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، حيث تعتبر هذه الاتفاقية إعادة تأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس منذ بيعة عام 1924 والتي انعقدت بموجبها الوصاية على الأماكن المقدسة للشريف الحسين بن علي وأعطته الدور في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس وإعمارها.

و يمتلك جلالة الملك عبدالله الثاني مسيرة حافلة بالعطاء في مجال تعزيز ونشر مبادئ وقيم التسامح والتعايش على صعيد المنطقة والعالم و كان لجلالته العديد من المبادرات الفارقة في هذا المجال ومنها مبادرة الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان التي طرحها خلال الدورة (65) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك عام 2010 بهدف نشر ثقافة السلام بين أتباع مختلف الأديان والحث على احترام المعتقدات وتم اعتماد المبادرة في 20 أكتوبر من العام نفسه لتتحول إلى مناسبة دولية تحتفل بها الأمم المتحدة في فبراير من كل عام.

ويواصل الأردن في كل عام تنظيم أسبوع الوئام العالمي بين الأديان حيث يشرف جلالته في هذه المناسبة على تكريم وتقليد شخصيات وجمعيات اجتهدت في نشر مضامين الوئام بين الأديان بـ "جائزة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان" من منطلق تحفيزهم على المضي قدما في مزيد ترسيخ نشر هذه الثقافة ليحل السلام في كل مكان.

و تتضمن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لتكريس السلم والسلام بين أتباع مبادرة "رسالة عمان" التي أطلقها جلالته في عام 2004 بهدف تكريس الوحدة والاحترام المتبادل والأخوة بين جميع المسلمين من جهة و بين المسلمين وجميع الديانات الأخرى من جهة ثانية، ومبادرة "كلمة سواء" التي أطلقها جلالته عام 2007 بهدف الحد من التوترات بين المسلمين والمسيحيين من خلال العمل بالقيم المشتركة بين الديانتين.

و حافظ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على انفتاح الأردن نحو جيرانه وأصدقائه، وتصدر الدعوة إلى ضرورة الوقوف بحزم في وجه التطرف والإرهاب، حيث وقع الأردن، منذ تولي جلالته الحكم في عام 1999، العديد من معاهدات التصدي للإرهاب الدولي، وهو يقوم بدور مهم في حل النزاعات على المستوى الدولي، ويشارك بنشاط في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ففي كل عام ينضم مئات العسكريين الأردنيين إلى القوات الدولية للقيام بالمهمات الموكلة لها في حفظ السلام في البقاع المضطربة، وفي الاستجابة لدعوات معالجة الأزمات الإنسانية، وفي توفير المساعدات الطارئة لدى حدوث الكوارث الطبيعية.
وت قديرا لجهود جلالته في نشر السلام و الوئام بين الأديان و تعزيز قيم الاعتدال و حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، تلقى جلالة الملك العديد من الجوائز الرفيعة، منها جائزة ويستفاليا للسلام، وجائزة تمبلتون في الولايات المتحدة، وجائزة مصباح القديس فرانسيس للسلام في إيطاليا، وجائزة "رجل الدولة – الباحث"، التي يمنحها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

واختارت مؤسسة العالم في أميركا (TWIA) بولاية ميشيغان الأمريكية، والمعهد الدولي لميتروبوليتان ديترويت (IIMD) ووحدة ثقافة السلام في الشرق الأوسط (CPU-ME) التابعة لـ مؤسسة (TWIA) والتي تمثل ما يزيد على (100) إثنية وطائفة عالمية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين زعيما للسلام لعام 2020، وذلك بعد رصد ومتابعة وتقييم الجهود التي بذلها العديد من زعماء العالم في مجال ترسيخ السلام والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي، وتعزيز ثقافة السلام.

و على الصعيد الأعمال الإنسانية لا يخفى على أحد الأعباء التي تحملها الأردن جراء أزمات اللجوء على أراضيه منذ عقود، والتي لم تثنه عن القيام بدوره الإنساني والإغاثي للاجئين، بالرغم من كل التحديات، وفي هذا الإطار جاء نيل جلالته لقلادة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، من الطبقة الأولى، في عام 2017 المقدمة له من المنظمة العربية للهلال الأحمر و الصليب الأحمر، تقديرا لجهود جلالته الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين، ودعمه المستمر للشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من مواليد عمان في الثلاثين من يناير عام 1962 وهو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال "طيب الله ثراه" ، وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في فبراير 1999.

وكرس جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين نفسه للدفاع عن الأردن واحة للتطور والاستقرار بالعمل على الاستثمار في الطاقات البشرية الهائلة لشعبه، والتصدي لتهديد الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي، والسعي باستمرار لتعزيز الأمن والاستقرار وفرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط والعالم.