حينما يكون الواقع مجسداً للمعنى المراد من الأشياء، فهذا يعد نجاحاً بحد ذاته في إيصال الرسالة التي تود قولها للمتلقين، فيما ينطبق ذلك تماماً على تصميم جناح سلوفينيا، تلك الدولة التي تعرض تاريخها وفرص نموها لزائري «إكسبو 2020 دبي» بشكل عملي ومباشر، حيث شعارها «سلوفينيا.. تجربة خضراء وذكية» والذي يعكس التزامها الشديد تجاه الطبيعة، فضلاً عن مستقبلها الذي يتبنى الحلول الرقمية المتقدمة.

تصميم

42 ألف نبتة خضراء هي التي تشكل تصميم جناح سلوفينيا وتعكس طبيعتها حيث 63% من مساحاتها غابات، فهي الدولة الأكثر خضرة في العالم، فيما يجري فيها عدد من الأنهار لتغذي طبيعتها، هذه الأيقونة الساحرة التي تعد قلب أوروبا الأخضر، ركزت على كيفية تحقيق الاستدامة، والاستفادة من الموارد الطبيعية بما يجعلها دائمة التجدد ومستمرة، من دون الإخلال بالنظام البيئي وتحقيق القدر الأكبر من التوازن فيه.

وينطلق الجناح عبر 3 عناصر رئيسة تعكس روح سلوفينيا وطبيعتها، ومنها الماء الذي يعد مصدر الحياة والحيوية، وتدفق الأفكار، والطبيعة التي تربط الأرض بالكون والمعرفة والابتكار، وأخيراً قلب سلوفينيا الأخضر النظيف، الذي يجسد الوجه الحسن للحياة.

ابتكار

وتمازجت كل هذه العناصر بشكل مبتكر وبتصميم فريد لتعكس هوية سلوفينيا أمام زوار إكسبو 2020، حيث يمثل المظهر الخارجي للجناح غابات سلوفينيا، فيما الجدران عبارة عن هيكل خشبي غني بالنباتات المتسلقة ودائمة الخضرة والتي جلبت من غابات سلوفينيا، بينما يتم تبريد النباتات وسقيها بتقنية مبتكرة تم تطويرها من قبل متخصصين، حتى تستطيع مقاومة الحرارة بشكل جيد، وتوفر أيضاً أجواء باردة للزوار لتجعل التنقل في الجناح أكثر راحة وانتعاشاً.

ويرى الزائر مدى الابتكار من خلال فكرة الدخول إلى الجناح الذي شيد تحت مستوى السطح ومحاط بالمياه، وتعلوها النباتات المعلقة، ما يجعل زيارة الجناح تجربة منعشة للزوار وأكثر حيوية واسترخاء، فيما جاء تصميم سقف الجناح على شكل مصفاة مصنوع من الخشب السلوفيني، مستوحى من الأدوات الخشبية التي صنعها حرفيون من مدينة Ribnica، والتي أصبحت قبل 400 عام أول منتجات سلوفينية يُسمح ببيعها في الخارج، فيما تم بناء الجناح بشكل مبتكر ومن عناصر مسبقة الصنع ومستدامة وقابلة للتحلل من المعدن والزجاج والخشب وأيضاً الحجر.

حلول

وتم تصميم أقسام الجناح لتكون بيئة ذكية تتيح للزوار تجربة افتراضية للمستقبل باستخدام الحلول الرقمية المتقدمة، إذ تم تجهيز المقصورة بأسطح شاشات الكريستال المصممة بشكل مبتكر على الجدران والسقف والأرضية، ما يوفر عرضاً رائعاً للقصص والإنجازات القادمة من سلوفينيا.

وانطلاقاً من فكرة التماهي مع الطبيعة فقد تم استخدام «نحلة» بطلة فيديو رسوم متحركة تتحدث عن سلوفينيا بمناحيها كافة، والتي تأخذ الزوار من خلال جولة عبر الشاشات التفاعلية لتحكي عن كونها أرض المعرفة، كما سيكتشف الزائرون صوراً لتراثها وابتكاراتها ووجهاتها السياحية، وخاصة أن السلوفينيين يرون بلدهم جنة على الأرض ووجهة حقيقية للأشخاص الذين يبحثون عن السلام وتجربة حقيقية للعلاقات الإنسانية.

جولة