تاريخ زراعة العدسات في عين الإنسان لأول مرة يعود إلى عام 1949، لكنها لم تنتشر بشكل واسع إلا في السبعينات حينما عندما تقدمت التقنيات الجراحية وتطور تصميم وتصنيع العدسات. وتعد زراعة العدسات الدائمة داخل العين أحد الخيارات الحديثة لتصحيح عيوب الإبصار، مثل قصر النظر فوق 8 درجات وطول النظر فوق 4 درجات أو أن يكون سمك القرنية أقل من الطبيعي، وتثبت العدسة المزروعة في البيت الأمامي (أمام القزحية) أو في البيت الخلفي (خلف القزحية) دون إزالة عدسة العين الطبيعية، واستخدمت العدسات البصرية الداخلية في تصحيح الحالات المتقدمة من قصر البصر أو طول البصر أو الانحراف البصري منذ عام 1999 وكانت عدسات البيت الخلفي أكثر شهرة واستقراراً.

«عكاظ» سألت الاختصاصيين والخبراء.. زراعة العدسة داخل العين.. هل هي بدائل حقيقية لتصحيح النظر؟

6 دقائق للعين الواحدة

استشاري طب وجراحة العيون الدكتور عبدالله العسيري يقول: هذا أحد الخيارات التي قد تعطى للمريض في حال عدم مناسبة عمليات الليزر والليزك، وهذه الحالات تشمل الدرجات العالية من قصر أو طول النظر ووجود قرنية رقيقة أو اشتباه بوجود قرنية مخروطية، وهذه العدسات لا نحتاج فيها إلى تغيير العدسة الأصلية، بل تزرع بين العدسة الطبيعية وقزحية العين، وهذا هو النوع السائد حالياً، وتسمى عدسات الـICL وهي مصنعة من مادة خاملة لا تتفاعل مع أنسجة العين.

وهناك أنوع قد تزرع وتثبت في قزحية العين أي تكون في المحفظة الأمامية، لكن أصبحت قليلة الاستخدام، نظراً لتميز وسهولة زراعة النوع الأول وأهمية إبقاء العدسة الأصلية للمحافظة على قدرة العين للنظر القريب، وهي تعمل للأشخاص بعد السن الـ١٨ مع ثبات في درجة الإبصار وهذه العملية قد تستغرق نحو ٦ دقائق للعين الواحدة إذ تجرى فتحة صغيرة وحقن العدسة خلف قزحية العين دون غرز جراحية وغالباً تجرى العملية بالتخدير الموضعي.

طول النظر.. لماذا؟

في حالة الانكسار الطبيعي للضوء الصادر من المرئيات تتجمع الصور على الشبكية لتراها العين دون جهد، أما إذا تجمعت في موقع قبل الشبكية يحدث ما يسمى بقصر النظر، ويعاني المصاب في هذه الحالة من عدم وضوح رؤية الأشياء البعيدة، ويحدث طول النظر نتيجة تجمع الأشعة خلف الشبكية، ما يؤدي إلى ضبابية وعدم رؤية الأشياء القريبة بوضوح، ويشكو المريض من الصداع بسبب ما تبذله العين من جهد لتجميع الصورة على الشبكية، وتعد زراعة العدسات من التقنيات المستخدمة لعلاج تلك العيوب.

الالتهابات.. 1/‏1000

يؤكد استشاري طب وجراحة العيون أن من ميزات هذه العدسة سرعة الاستشفاء وتحسن الإبصار سريعاً، ولو حدث اختلاف المقاس فبالإمكان إزالتها وعودة العين لسابق وضعها في غالب الحالات، وهذا النوع من العدسات تحتاج عدة فحوصات وقياسات منها فحص شبكية العين قبل العملية، لأن كثيرا من الحالات التي تزرع لها هذه العدسات يكون لديهم قصر نظر عالٍ وضعف في أطراف الشبكية أو ثقوب ما يتطلب التأكد من عدم حاجة المريض لليزر وقائي لشبكية العين قبل العملية. وكأي عمل جراحي هناك بعض المضاعفات التي من الممكن حدوثها كالتهابات العين الداخلية بنسبة قد لا تتجاوز الواحد في الألف وارتفاع في ضغط العين او مياه بيضاء بنسب قليلة لا تتجاوز 1%. ويؤكد الاستشاري أن نسبة النجاح تعتبر عالية، وهي حل جيد لمرضى قصر النظر العالي عند التأكد من سلامة العين وأخذ القياسات المطلوبة بصورة دقيقة.