متعة خاصة تشعر بها وأنت تقلب صفحات كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً» الذي خطه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بمداده الذهبي، تعيش لحظات جميلة، تتوقف خلالها في محطات ترفل بالجمال والحكمة، وأخرى تثير الشغف في النفس، فيها تتأرجح بين الماضي والحاضر، وما بينهما يحضر المستقبل عبر رؤية سموه، التي أصبحت استراتيجية تسير في دروبها دبي.

ويوافق اليوم ذكرى مرور 16 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي. وهو ما يحدونا إلى استذكار ما أورده سموه في كتاب «قصتي»، وإكمال الصورة بزيارة جناح «الرؤية» في «إكسبو 2020 دبي».بين دفتي كتاب «قصتي» 50 حكاية ثرية، جلها تحرر في معرض إكسبو 2020 دبي من حدود الورق، ولم تعد كلماتها حبراً، فقد تجسدت واقعاً في جناح «الرؤية»، حيث تتعرف فيه على ملامح مسيرة سموه، تكتشف شخصيته، وجوانب مختلفة من حياته، في أروقة الجناح تسير على خطى سموه، وتكتشف جوانب رؤيته للمستقبل، فيه تعود إلى الماضي قليلاً، وتتلمس الحاضر أيضاً.

في كتابه «قصتي» يسرد سموه على مسامعنا حكايات كثيرة، يكشف عن علاقته بوالده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم «طيب الله ثراه»، تكتشف مدى حبه وتعلقه بوالدته «أم دبي» المغفور لها بإذن الله تعالى الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، طيب الله ثراها، وكذلك علاقته مع الخيل، ومدى حبه لدبي، التي رفع اسمها عالياً، ومنحها لقب «دانة الدنيا»، فأضحت اليوم واحدة من عيون المدن العالمية بفضل رؤية سموه.

تلك الحكايات تشعر بها بمجرد أن تقطع باب جناح الرؤية، الذي يشبه في تصميمه باب بيت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، طيب الله ثراه، جد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ذلك البيت الواقع في منطقة الشندغة، حيث زرعت دبي جذورها الأولى في الأرض، وتمددت على طول خورها، وفردت عليه شعرها وتعودت مع إشراقة كل شمس أن تغسل عيونها بمياهه الجارية. في أحضان «الرؤية» تكتشف البدايات، والنشأة المبكرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تستمع لصوت الصحراء، وتعاين أحلام سموه ورؤاه، والتحديات التي واجهته في الصحراء التي تعود زيارتها في طفولته، حيث ترعرع هناك، ولذلك كان سموه قد أفرد مساحة جيدة في كتابه «قصتي»، تحدث فيها عن الحكمة التي اكتسبها من تلك الليالي التي قضاها في أحضان الصحراء، في هذا الجناح تكتشف مدى شغف سموه بالطبيعة والبيئة الصحراوية، وتتعرف على ملامح البيئة الطبيعية في الإمارات، التي سكنت بجوار الخليج العربي منذ آلاف السنوات.

الجناح المستلهم من تفاصيل كتاب «قصتي» وما يحمله بين دفتيه من قصص وحكايات، يكاد أن يكمل بما يضمه من مشهديات تفاصيل الحكاية، يعرضها لزواره بطريقة ذكية، حيث تتحول جدرانه إلى صفحات تتقلب وتقرأ بين سطورها بعضاً من ملامح الحياة في دبي، يتيح لك الفرصة لأن تغوص في أعماق بحارها، وأن تكتشف اللؤلؤ الذي عاشت عليه دبي طويلاً، فشكل عموداً فقرياً لاقتصادها في فترة ما، قبل أن تمضي في طريقها نحو التنوع الاقتصادي، الأمر الذي جعل منها واحدة من المدن العالمية المهمة على الخريطة الدولية، بفضل الفكر المستنير الذي ملأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو الذي اجتهد كثيراً حتى تمكن من بناء دبي، التي باتت عاصمة للاقتصاد، وعاصمة للثقافة والإعلام العربي، ووجهة يفضلها الجميع على اختلاف جنسياتهم وألسنتهم ومنابتهم، وها هي تحتضن معرض «إكسبو» الحدث الأروع عالمياً، لتكون الأولى في المنطقة برمتها تنظم هذا الحدث العالمي.

في جناح الرؤية، تكتشف شغف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالخيل وارتباطه بها، وهو الذي آمن بأن الخير معقود بنواصيها، يخبرك الجناح عن علاقته بـ«دبي ميلينيوم»، ويذكرك بخيله الأولى «أم حلج»، يعرفك بمدى اهتمام سموه برياضة الفروسية، التي باتت دبي موطناً لها، بفضل اهتمام سموه بها.