أخذت الإمارات على عاتقها مهمة قيادة الجهود والمبادرات المخلصة، من أجل المحافظة على اللغة والهوية العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، وتكريس مكانتها، خاصة أنها تعد من أكثر اللغات تحدثاً ضمن اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد الناطقين بها في 2050 سوف يكون 647 مليوناً.
جهود ضخمة
وتبذل الدولة جهوداً كبيرة لتعزيز هذا الشأن عبر الكثير من المبادرات النوعية، من بينها تقرير «واقع اللغة العربية ومستقبلها»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في محاولة للإسهام في توجيه الجدل نحو رؤية موضوعية لواقع اللغة العربية في مجتمعاتها ودورها، انطلاقاً من رصد ميداني، وصولاً إلى بناء الخطط والاستراتيجيات الاستشرافية بقصد تطوير الإمكانات.
وأشار التقرير إلى ضرورة رفع مستوى جودة المنتج العلمي العربي، وإنشاء مرصد للكتاب هدفة متابعة حركة النشر العربي، وإنشاء مركز أبحاث لتعليم اللغة العربية وتعلمها، وزيادة مستوى الاستثمار في المشاريع الخاصة باللغة العربية والتكنولوجيا، وإقرار ميثاق إعلامي عربي مشترك يعنى باللغة العربية في الإعلام، وإيجاد مؤسسة عربية علمية موحدة مرجعية، توحد جهود الترجمة وتنسقها وتضبط المصطلحات المعرفية، وإقامة مرجعية دولية للغة العربية تعزز حضور اللغة والثقافة العربية في العوالم الجديدة، وتغير المقاربات المتبعة في تدريس اللغة العربية في المدارس.
ميثاق لغوي
ويشكل ميثاق اللغة العربية، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أبريل 2012، علامة بارزة، ونقطة انطلاق رئيسة للجهود الإماراتية في حماية اللغة العربية، نظراً لحزمة المبادرات القيمة والعملية التي تضمنها، بهدف تعزيز حضور اللغة العربية في كافة المجالات الحياتية، فيما شملت هذه المجهودات أيضاً، مبادرات سموه لخدمة اللغة العربية، مثل الإعلان عن إنشاء كلية للترجمة، ضمن مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي، كما أنه في عام 2015، جاء الإعلان عن إطلاق معجم محمد بن راشد للغة العربية المعاصرة.
وعكست مبادرة تحدي القراءة العربي جميع الموازين ومؤشرات القراءة في الوطن العربي إلى الأعلى، بشكل سريع وفعال، حيث قرأ طلبة المدارس في الوطن العربي ملايين الكتب خلال سنة دراسية واحدة، كما تستضيف الإمارات سنوياً، مؤتمر اللغة العربية، الذي يعتبر من أهم المؤتمرات العربية، ويتم خلاله مناقشة مئات الأبحاث العلمية في مجال اللغة العربية، كما تنظم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، فعاليات مبادرة «بالعربي»، والتي تحرص على الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، عن طريق التشجيع على استخدام اللغة العربية فقط في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
معجم تاريخي
وجاء مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، خطوة كبيرة للنهوض والارتقاء بها وخدمتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، حيث يؤرخ المشروع للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية، كما تم تخصيص موقع إلكتروني وتطبيق ذكي للمعجم التاريخي للغة العربية.
