للجمعة الثانية على التوالي، نظمت بلدية دبي أمس سوق المزارعين في حديقة النخيل بمنطقة العوير بمشاركة أصحاب مزارع مواطنين عرضوا منتجاتهم الزراعية والغذائية المختلفة من خلال 33 كشكاً وفرتها البلدية على مدخل الحديقة إلى جانب توفير خدمات أخرى للمشاركين مثل المظلات ونقاط توصيل الكهرباء والمقاعد الخشبية للمتسوقين وكذا مغاسل للخضار والفاكهة التي يبيعونها.
وشهد السوق في يومه الثاني إقبالاً كبيراً من مرتادي الحديقة من جميع الجنسيات، الذين تهافتوا لشراء احتياجاتهم من الخضار والفاكهة والبهارات ومنتجات الألبان وبعض الأطباق، لا سيما العضوية منها، وهو ما وفّر فرصة ثمينة للمزارعين لبيع منتجاتهم قبل انتهاء الوقت المحدد لإغلاق السوق ليلاً.
وتنظم البلدية السوق في كل يوم جمعة حتى مارس 2022، من الساعة 4:00 عصراً وحتى التاسعة مساءً، بهدف دعم المشاريع المحلية وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها إلى جانب تشجيع المواطنين على الزراعة وتوفير منافذ بيع ومصدر رزق لهم، وبات ينظر إلى السوق على أنه وجهة مهمة من وجهات دبي في العطلات الأسبوعية، خصوصاً وإن هناك الكثير من العائلات التي تحضر إليه بدافع شراء احتياجاتها من المنتوجات التي يوفرها السوق الذي تحول إلى منصة زراعية اجتماعية استثمارية مجانية تهدف إلى إلى جمع المزارعين المواطنين في مكانٍ واحد لبيع المنتجات الزراعية والعضوية والمحلية مباشرة والمنتجات التي يمكن عرضها كفواكه وخضار ومنتجات الألبان والمنتجات العضوية والعسل، والتمور، ومنتجات الأعشاب.
إقبال فوق المتوقع
من جانبه قال عمران قاسم أهلي مشرف عام على الحدائق في بلدية دبي: إن حديقة النخيل باتت مقراً لإقامة معارض وأسواق بيع الخضار والفاكهة والمنتجات الزراعية والحيوانية، ونظراً لقربها من مزارع المواطنين في منطقة العوير، إضافة إلى أن الحديقة توفر الكثير من الخدمات الحيوية التي تساعد على إقامة مثل هذه الفعاليات.
ولفت إلى أن إقبال المزارعين المواطنين على المشاركة في السوق كان فوق المتوقع، فإلى جانب الـ 33 كشكاً المشاركة، هناك طلبات من أكثر من 112 مزارعاً يرغبون في المشاركة في هذه المبادرة المجانية التي تقيمها البلدية لأول مرة لدعم المزارعين المواطنين وتوفير منصات لهم لبيع منتجاتهم وتشجيعهم على الزراعة وافتتاح المشاريع الصغيرة وزيادة دخلهم.
وقال أهلي: إن البلدية بصدد الموافقة على إضافة المزيد من الأكشاك بعد ازدياد الطلب على المشاركة، مشيراً إلى أن بعض المزارعين كانوا يوزعون منتجاتهم ومحاصيلهم على الأهل والأقارب والأصدقاء نظراً لعدم تمكنهم من بيعها عبر الطرق التقليدية، غير أن هذا السوق الذي يمتد لشهور، وفّر لهم فرصة للاستفادة منها ببيعها، والتعرف إلى الزبائن من جميع الجنسيات لتجربة منتجاتهم والعودة لشرائها مرات أخرى، بما يزيد من دخولهم، مثلما وفّر فرصاً لأفراد المجتمع بالاستمتاع في الحديقة وشراء ما يلزمهم من المنتجات المتوفرة في السوق.
تمديد أيام السوق
من جانبهم عبّر عدد من الباعة المواطنين عن سعادتهم بإقامة هذا السوق، وتمكينهم من التواصل المباشر مع الجمهور لتسويق منتجاتهم، والتعرف إلى زبائن جدد، في وقت عبّروا فيه عن رضاهم عن مستوى الإقبال على الشراء.
وأعربوا عن أملهم بتمديد مدة السوق وزيادة عدد أيام افتتاحه الأسبوعية، بالتوازي مع إقامة سوق آخر للوصول إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع.
جودة عالية
وقال حسن الشامسي منتج وبائع عسل: الجميل في هذا السوق أنه يوفر منتجات ذات جودة عالية كونه تحت إشراف البلدية، ويحظى بثقة المتسوقين والزبائن الذين صاروا يقصدونه كل جمعة لمعاينة احتياجاتهم وشرائها.
وأضاف: نحتاج إلى سوق ثانٍ يخدم مناطق أكثر في دبي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس وتسويق منتجاتنا بأفضل الأسعار حتى نواصل عملنا ونحسن مصدر دخلنا.
شكر
وقالت ميرة الأصلي صاحب كشك لبيع منتجات «اللبان» نشكر بلدية دبي على توفير هذه المنصة المجانية لبيع منتجاتنا، ومنح الجمهور فرصة لتجربة ومعاينة منتجاتنا لزيادة الثقة بها والإقبال على شرائها، مضيفة إنها سعيدة بإقبال جنسيات أخرى على السوق والتعرف إلى المنتجات الزراعية والحيوانية والأطباق الإماراتية.
وأعربت ميرة عن أملها بزيادة عدد أيام افتتاح السوق، وتوفير فرص مجانية أخرى للمواطنين لتسويق منتجاتهم وتطوير مشروعاتهم وتحسين مستوى دخلهم.
ثقة
من جانبه قال جمال يوسف الشمار، مؤسس مشروعي «همبا آند مور» و«همبا سناكس» المرخصين ضمن رخصة «تاجر»، إن إقامة هذا السوق عزّز ثقة الجمهور بمنتجات المزارعين المواطنين، والمشاريع الأخرى المتعلقة بالفواكه والأطعمة والمشروبات المحلية.
ودعا الشمار الشباب إلى الاستفادة من الدعم الكبير والتسهيلات الحكومية للمشاريع في دبي والإمارات عموماً، مؤكداً ضرورة اتخاذ زمام المبادرة وتحويل الأفكار إلى مشاريع بعد دراسة تامة ومتكاملة لكل الجوانب التشغيلية والمالية، بالإضافة إلى التوزيع والتسويق.
