ثلاث حكايات، لكل واحدة منها تفاصيلها وأحداثها ولغتها، لا فواصل بينها سوى حروف اللغة وبضع صفحات، وفي ثلاثتهم سال مداد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الخيل الأولى» و«لطيفة 1» و«لطيفة 2»، حكايات اجتمعت معاً بين دفتي كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، لتكشف عن علاقة سموه بوالدته المغفور لها الشيخة لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراها، تلك السيدة اللطيفة التي تعودت في حياتها أن تنثر الحب والفرح على رؤوس أطفالها والجميع، فأحبها الناس، فأصبحت «أم دبي»، كما كشفت عن شغف سموه بالخيل، وهو الفارس والعارف بشأنها، وما أن تبحر بين سطور «الخيل الأولى» حتى تدرك «سر الخيل»، وتكتشف حقيقة أن «الخير معقود بنواصيها».

تلك الحكايات تجلت بكل روعتها على الأرض من خلال عرض «العاديات» الذي تمدد، أمس، بكل سحره وجماله، تحت قبة الوصل على نحو 20 دقيقة.

«العاديات» هو عنوان قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومنها اقتبس اسم العرض، وفق ما قالته آمنة بالهول، مخرجة ومؤلفة العرض، لـ«لبيان»، مضيفة إن: «العرض استلهم من كتاب «قصتي»، وإن العمل عليه استغرق ما يقارب عاماً ونصف العام، شهدت تدريب طاقم العمل على كافة تفاصيل العرض».

هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها الجمهور مع إبداعات آمنة بالهول، التي أطلت عليهم للمرة الأولى في لحظة افتتاح معرض «إكسبو 2020 دبي»، لكن إطلالة آمنة هذه المرة جاءت مبهرة، ومطرزة بالفرح والإبهار، ونور المحبة، لتروي شغف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالخيل، وحكاية «سودا أم حلج» التي كانت خيله الأولى، ليشهد الجمهور عرضاً ساحراً.

«أعتقد أن معرض «إكسبو 2020 دبي» يعد فرصة عظيمة لنا جميعاً، تمكننا من رواية قصصنا للعالم بطريقة مبتكرة، تتواءم مع طبيعة المعرض الدولي»، بهذا التعبير آثرت آمنة بالهول أن تبدأ حديثها معنا، لتشير إلى أن معظم القصص التي عرضت في ساحة الوصل امتازت بكونها ذات طابع إنساني لافت.

وقالت: «عرض «العاديات» يعد جزءاً من عملية رواية قصصنا للعالم، وفيه استندت إلى كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقد آثرت اختيار قصص تضج بالمشاعر والأحاسيس، والتي جاءت مكثفة في قصتي «لطيفة 1» و«لطيفة 2» وأيضاً في قصة «الخيل الأولى» التي تبوح بسر العلاقة التي جمعت بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مع مهرته «سودا أم حلج»، حيث القاسم المشترك بين هذه الحكايات إنها تتحدث عن العلاقات بين الأم وابنها ومع الخيل أيضاً».

من يتابع أعمال المخرجة آمنة بالهول، يكتشف أنها متيمة بالتفاصيل وسردها، وإنها في كل مرة، تبحث فيها عن ما يشبع شغفها، ويمكنها من إبهار الجمهور، لذا فقد سعت عبر «العاديات» لأن «تروي قصة دبي وتطورها من خلال عيون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد»، وفق تعبيرها، حيث قالت: «عملت على إيجاد قاسم مشترك بين الحكايات الثلاث، حتى نتمكن من رواية قصة دبي، ولكن من خلال عيون سموه، وهو ما سيشعر به المتفرج على العرض، والذي سيشعر أيضاً بحميمية العلاقة بين الأم وابنها وكذلك بين الابن والخيل».

بالهول أشارت إلى أنها وفريق العمل فضلوا عدم تسمية الشخصيات، والاكتفاء بكلمات الأم والابن، وذلك بهدف تحرير الحكاية من حدودها المحلية، ومنحها إطاراً عالمياً أوسع. وقالت: في هذا «العرض الأم هي الراوية للحكاية التي كتبت بلغة الشعر، واقتبست من قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «العاديات»، وآثرنا عدم تحديد أسماء الشخصيات، حتى نترك للجمهور الفرصة لكي يعيش اللحظة وأن يكتشف مدى حميمية العلاقة بين الأم وابنها، وكذلك علاقة الطفل مع الخيل، لذا يمكن للمتفرج أن يفهم القصة برمتها من خلال التعابير الذاتية وحركة الممثلين»، وأضافت: «رغم عدم تسمية الشخصيات، إلا أن هناك رموزاً خاصة تحملها كل شخصية تسهل على الجمهور التعرف على أصولها، فمثلاً راعينا في تصميم أزياء الطفل أن تكون مشابهة لتلك التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يرتديها في طفولته»، مشيرة إلى أن أحد الشروط الأساسية التي تم على أساسها اختيار شخصية الطفل، تتمثل في تمتعه بالطموح والشغف وحب الاكتشاف، وهي متأصلة في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

حب

«حب الرمك يجري بشراييني أحبها وأحب طاريها..

هي مثل شعري ومثل تفكيري حره ولا شي يساويها»

شطران من قصيدة «العاديات» فيهما يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مكانة الخيل في نفسه، الأول جاء وسط القصيدة فيما الثاني يختتم به سموه قصيدته العاديات، تلك التي يلقيها الطفل طوال العرض، الذي يختتم بصوت سموه، وهو يلقي القصيدة، ليعكس ذلك مدى شغف وحب سموه للخيل.

آمنة بالهول، وفي حديثها قالت: «عملنا جاهدين على أن يكون العرض وأجواؤه ملبدة بالمشاعر، وتعاملنا مع الشخصيات وكأنها قد خرجت لتوها من بين دفتي الكتاب»، مؤكدة بأنه تم تدريب أكثر من شخصية خلال العام ونصف العام، التي استغرق العمل فيها لإنجاز العرض المسرحي. وقالت: «كان أحد مشاهد العرض يتطلب تدريب الطفل صاحب الشخصية الرئيسية على ركوب الخيل على يد فريق جودلفين، وكذلك زيارة الإسطبلات حتى تكون الشخصيات مؤهلة للعرض».