Categories
السعودية عكاظ

السعودية – «الجنرال الشتاء»يرعب بريطانيا

نظرة إلى العالم من بريطانيا. ونظرة إلى بريطانيا من داخلها. على الصعيد العالمي استمر الوباء في حصد مزيد من الأرواح. فعلى رغم تباطؤ ملموس في تفشيه خلال اليومين الماضيين (320894 إصابة جديدة الأحد)؛ فإن العدد التراكمي لإصابات العالم ارتفع أمس (الإثنين) إلى 250.69 مليون إصابة. وواصل عدد الوفيات ارتفاعه عالمياً ليصل إلى 5.07 مليون وفاة. وسجلت الولايات المتحدة العدد الأكبر من الحالات الجديدة الأحد: 72436 إصابة، رافقتها 1217 وفاة إضافية. أما بريطانيا فسجلت الأحد 30305 إصابات جديدة. وهو انخفاض كبير نسبته 20% مقابل أرقام الأسبوع الماضي. كما أن وفيات بريطانيا بالوباء العالمي هبطت الأحد بنسبة 16%، لتصل إلى 62 وفاة إضافية. لكن الوضع الصحي في بريطانيا معقّد بدرجة كبيرة! فقد أعلن وزير الصحة ساجد جاويد أمس أن عدد البريطانيين الذين حصلوا على الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاحات كوفيد-19 بلغ 10 ملايين نسمة. وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، في تغريدة أمس، «نعرف أن المناعة المتأتية من اللقاح تضمحل مع مرور الوقت. ولذلك فإن الجرعة التنشيطية حيوية لدوام حمايتك وحماية أحبائك خلال الشتاء. وتقول الحكومة البريطانية إن 50.23 مليون بريطاني حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاحات؛ منهم 45.84 مليون حصلوا على الجرعتين. غير أن مسؤولة وكالة الأمن الصحي الحكومية الدكتورة سوزان هوبكنز حذرت أمس من أن المسنين والمصابين بحالات صحية مزمنة بدأوا يموتون، على رغم حصولهم على جرعتي اللقاح، بسبب انحسار المناعة التي وفرها اللقاح. وأضافت أن ذلك يعني أن ثمة حاجة ماسة إلى مسارعة أولئك المسنين للحصول على الجرعة التنشيطية الثالثة. وتزامنت تصريحات العالمة البريطانية مع إعلان مزودي الخدمة الصحية الوطنية أن المستشفيات البريطانية بلغت ذروة طاقاتها الاستيعابية المعتادة خلال الشتاء. ونقلت صحيفتا «ديلي تلغراف» و«ديلي ميل» عن مسؤولين حكوميين قولهم أمس إن الحكومة تشعر بقلقٍ متنامٍ من تزايد استنفاد أسرّة المشافي، ووفيات المسنين الذين تم تحصينهم بالجرعتين، من جراء انحسار مناعتهم. وأوضحت الدكتورة هوبكنز أن الفئة الأكثر موتاً بالوباء هم الأشخاص الذين تجاوزوا 70 عاماً من أعمارهم، علاوة على المصابين بأمراض مزمنة. وأضافت أن المسنين هم الذين تتضاءل مناعتهم أكثر من بقية الفئات العمرية الأخرى.

ويشير تقرير الحكومة البريطانية الـ44 في شأن التطعيم، الذي نشر الخميس الماضي، إلى أن 2032 شخصاً تجاوزوا الـ70 عاماً توفوا على رغم تحصينهم بجرعتي اللقاحات المضادة لكوفيد-19. كما أن أكثر من 3 آلاف من هذه الفئة تم تنويمهم بالمشافي، نتيجة إصابتهم بالفايروس، على رغم تحصينهم الكامل ضده. ورفض المسؤولون اتهامات بالتأخر في إتاحة الجرعة التنشيطية لمسني بريطانيا، التي لم تبدأ إلا في 16 سبتمبر الماضي. وقال عضو مجموعة الرد الإكتواري على كوفيد-19 جون روبرتس إن الحكومة يهمها الآن أن تتابع الوضع من كثب خلال الأسابيع الستة القادمة قبل حلول موسم أعياد الميلاد وبداية السنة الجديدة، حيث سيكثر التزاور والاختلاط بين الناس. وأضاف أنه كلما تم تسريع برنامج إعطاء الجرعة التنشيطية ضمنت الحكومة إنقاذ مزيد من الأرواح.

وذكرت بلومبيرغ أمس أن المسؤولين البريطانيين منقسمون على أنفسهم في شأن ما إن كان يتعين اللجوء إلى الإغلاق، في آخر مسعى لكسر دائرة التفشي الوبائي. وزادت أنهم يدرسون منح البريطانيين فترة سماح للسفر من دون حاجة إلى عزل صحي، إذا حصلوا على جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات كوفيد-19 بعد 6 أشهر من حصولهم على الجرعة الثانية.

العزل الإجباري لرافضي «التنشيطية»

كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن وزراء حكومة بوريس جونسون يدرسون خطة لإلزام أي مسافر على الرحلات الجوية بالحصول على جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات كوفيد-19، وإلا فإن من يرفضون الجرعة الثالثة سيكون لزاماً عليهم الخضوع لفترة عزل صحي بفنادق تحددها الحكومة. كما سيكون لزاماً عليهم الخضوع للفحوص مجدداً. وأشار مسؤولون إلى أن الخطة قيد النقاش تعزى إلى تمسك دول بضرورة أن يكون القادمون جواً إليها قد حصلوا على 3 جرعات من لقاحات كوفيد-19. وهو إجراء تطبقه النمسا حالياً. غير أن صحيفة «ديلي ميل» قالت إن الحكومة البريطانية تدرس تطبيق تلك التدابير بحق البريطانيين العائدين من رحلات خارجية، بحجة أن المناعة التي توفرها جرعتا اللقاح ثبت علمياً أنها تتضاءل بمرور الوقت. وحذرت الصحيفتان من أن اعتماد هذه الخطة سيوجه ضربة جديدة لصناعة السفر في بريطانيا، التي ظلت تعاني على مدى سنتين من القيود الصحية العالمية المفروضة على السفر.