ضمن فعاليات أسبوع الفضاء، ناقش خبراء في القطاع «رؤية الجوهرة الزرقاء»، وهي رؤية مبتكرة تهدف إلى حماية البيئة والحفاظ على كوكب الأرض. وأكد الخبراء المشاركون أهمية قطاع الفضاء في استدامة العيش على الكوكب، ومن ثم ناقشوا ضرورة التركيز على التعليم والاستثمار في هذا القطاع لتمكينه من تقديم الإسهام الضروري والهادف في مساعي بناء مستقبل أفضل للحياة على كوكب الأرض.

وربَط الخبراء أي محاولة للتقدم في علوم الفضاء بضرورة إيلاء التعليم الأهمية القصوى، خاصة في ما يتعلق بتدريس علوم الرياضيات والفيزياء والهندسة وغيرها من المواد الضرورية لمحبي الفضاء من الطلاب.

وقالت سيسيليا هيرتز، العضو المنتدب ومؤسسة شركة أمبيليكال ديزاين: «تتمحور رؤية تطوير الجوهرة الزرقاء… حول ضرورة تسريع مشاركة قطاع الفضاء ليكون جزءاً من الحل لمشاكل البيئة». والجوهرة الزرقاء هو اسم أطلق على أدق صورة لكوكب الأرض من الفضاء، ويرمز إلى الكوكب وحماية البيئة.

أضافت هيرتز: «يتساءل الكثيرون ما الصلة بين الفضاء والاستدامة على كوكب الأرض؟ وجهة النظر الشائعة هي أن الصلة بين هذين بعيدة.

ولكن، إذا نظرنا إلى القمر والمريخ كمسكن مستقبلي للبشر، فهما أيضا (شأنهما شأن الأرض) نظامان مغلقان تماماً، وكل شيء فيهما يحتاج إلى إعادة التدوير قدر الإمكان»، موضحة أن هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من رحلات الفضاء البشرية، بدءاً من المحطات الفضائية إلى الموائل الفضائية، حيث يُنظر إلى كل شيء باعتباره من الموارد، ولا يوجد شيء عديم الفائدة.

وخلصت جلسة «اقتصاد الفضاء – عامل محفز للنمو الاقتصادي ورفاهية الإنسان» إلى أن الذهاب للفضاء لم يعد يقتصر على العمل الفردي، بل أصبح التعاون والشراكة عاملان أساسيان في العودة للقمر مجدداً والذهاب للمريخ.

وسلط ألكسندر ماكدونالد، كبير الاقتصاديين في وكالات الفضاء الأمريكية (ناسا)، الضوء على فرص الاستثمار التي ستكون في صلب أنشطة الفضاء خلال السنوات العشر القادمة، مثل استكشاف القمر من جديد وخلق التعاون القمري، الذي سيكون مركز الصدارة للمغامرة البشرية خارج النظام الشمسي.

وفي هذا الصدد، أشار ماكدونالد إلى ما تقوم به وكالة الفضاء الأمريكية في إطار برنامج «آرتميس» للعودة إلى القمر، وتعلم كيفية البقاء هناك، بالتعاون مع شركاء دوليين، بالإضافة إلى التحضير لرحلة مأهولة إلى كوكب المريخ.

وقال «نعود إلى القمر بشراكة دولية مبنية على تجربتنا مع محطة الفضاء الدولية؛ هي شراكة يمكن تطورها أكثر في السنوات القادمة، والعودة الجديدة للقمر بشراكات تجارية، يمكن أن ينتج عنها فرص جديدة واختبار تقنيات لم تكن معروفة في السابق».

وقال المهندس عامر الصايغ، مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء: «ما فعلناه في دولة الإمارات هو التركيز على فكرة نقل المعرفة؛ لذا، فإن الجمع بين الخبرة والشباب هو جزء مهم للغاية من استراتيجيتنا.

أرسلنا مجموعة من المهندسين والخريجين الجدد لأخذ التكنولوجيا من كوريا الجنوبية. وبعد ذلك حصل الفريق نفسه على الخبرة وبدأوا في مشاركة معارفهم وخبراتهم مع الجيل الجديد».

وأضاف الصايغ: «كان علينا مشاركة تجربتنا مع الجمهور، ذهبنا بالفعل إلى المدارس ليعدلوا من خبرتهم التي يلعمونها للطلاب، وفعلنا الأمر نفسه مع طلاب الجامعات وأيضاً مع ممثلي القطاع الصناعي لجذبهم نحو مشاريع الفضاء».

ودعت مونيكا تاليفي، رئيسة قسم تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في وكالة الفضاء الأوروبية، إلى الاهتمام والتركيز على التعليم.