حذر أطباء مختصون من مرض التهاب الجلد والربو الجلدي أو ما يعرف بـ«الإكزيما» ووصفوه بالمرض «المستنزف» للجسد لارتفاع تكاليف العلاج، ويعد إحدى المشكلات الجلدية المزمنة، إذ يسبب جفافا وحكّة شديدة، إضافة إلى طفح أحمر اللون، وفي بعض الحالات الشديدة يؤدي الطفح الجلدي إلى ظهور انتفاخات مليئة بسائل شفاف.

والتهاب الجلد التأتبي مرض غير معد، وشائع جدًا بين الأطفال، ويختفي لدى البعض مع التقدم في العمر، وقد يستمر مع أشخاص آخرين، كما يمكن أن يصاب أشخاص بالغون بالمرض، وفي بعض الأحيان يطلق على التهاب الجلد التأتبي «الإكزيما»، والحقيقة هي أن التهاب الجلد التأتبي أحد أنواع الإكزيما المتعددة.

وكانت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع نظمت ندوةً صحفية افتراضية خُصصت لموضوع الالتهابات المناعية، مع تركيز خاص على مرض التهاب الجلد التأتبي، وسلطت الندوة الضوء على هذا النوع من الأمراض الجلدية وكيفية تشخيصه وأثره النفسي على المريض والعائلة وتطويقه بأحدث التقنيات، وتزامن إطلاق الندوة مع اليوم العالمي لمرض التهاب الجلد التأتبي، وتندرج تحت فعاليات الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع للتوعية بمختلف أنواع الأمراض المنتشرة في المجتمع.

لا سبب محدداً للمرض

أكد المشرف العام على فرع الجمعية بمحافظة جدة الدكتور سامي عيد في الندوة أن الجمعية تعمل على تنظيم ودعم كافة البرامج العلمية التي تهدف إلى تعليم الأطباء والممارسين الصحيين ونشر الوعي الصحي لتوعية وتثقيف المجتمع والإسهام في الوقاية من الأمراض للأفراد والأسر،

من جانبه، نوه استشاري الأمراض الجلدية وجراحات الليزر رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للأمراض الجلدية وجراحة الليزر الدكتور عبد الله أبو عليط بأهمية التوعية بمخاطر التهاب الجلد التأتبي كونه يندرج تحت الأمراض المناعية الشائعة أكثر بين الأطفال، مفيداً بأن المرض قد يصيب البالغين أيضاً، معربا عن ثقته في أن تسهم الندوة في تحسين الرعاية الطبية المقدمة لمرضى التهاب الجلد التأتبي.

وعن العوامل التي تسبّب التهاب الجلد التأتبي أوضحت استشارية الأمراض الجلدية والتجميل بمستشفى الهدا العسكري عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية لأمراض الجلد مها بدير البدوي أن العوامل غير معروفة بشكل دقيق، فمعظم مصابي مرض التهاب الجلد التأتبي يعانون في الغالب من جهاز مناعة أكثر حساسية من الوضع الطبيعي، إذ يتجاوب المصاب بشكل مفرط مع المحفزات الخارجية والعوامل المختلفة التي تسبب فرط التحسس.

مستحضرات مثيرة للحساسية

المدير التنفيذي لإحدى الإدارات الطبية العالمية الدكتور هاني الهاشمي استعرض العلاقة بين التهاب الجلد التأتبي والحالة النفسية للمريض وعائلته وقدرته على الاندماج في المجتمع، وقال: إن المرضى محور أعمالنا لمساعدتهم على تجاوز معاناتهم اليومية. وعلى سبيل المثال نقف مع المرضى المصابين بأمراض التهابية مزمنة مثل التهاب الجلد التأتبي بالتوعية ومعالجة ما يؤثر على أوضاعهم النفسية ومساعدتهم بالشعور بالثقة في مناقشة الآثار الناتجة من هذا المرض مع أطبائهم.

ويُعد التهاب الجلد التأتبي حالة طبية مزمنة ولا يوجد لها علاج بشكل تام، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح التي يمكن من خلالها السيطرة عليه، مثل استعمال كريمات مرطبة للجلد بشكل مستمر. وتجنب استعمال أية مستحضرات تسبب الحساسية كأنواع من الصابون، أو مواد التنظيف، أو فرو الحيوانات، والامتناع عن حكّ الطفح قدر الإمكان.

ما علاقة البيض والفول بالربو الجلدي ؟

ينصح الدكتور هاني الهاشمي بتغطية موقع الطفح بضمادة أو غيرها لمنع الحكة، ووضع قفازات على أيدي الأطفال لمنعهم من الحك، والمواظبة على تناول الأدوية التي وصفها الطبيب المعالج، والاغتسال بمياه فاترة أو باردة لفترات قصيرة قدر الإمكان، ويمكن وصف بعض الأدوية للتخفيف من الحكّة في الحالات الحادة، وقد يتم اللجوء في بعض الحالات إلى المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية.

ويوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالربو الجلدي أو التهاب الجلد التأتبي، مثل الضغط والتوتر، وأصناف معينة من الغذاء، مثل: البيض، والفول السوداني، ومنتجات الحليب، والقمح، ومنتجات فول الصويا، والمحفزات التي تثير التحسس، مثل: الغبار، أو عث الحيوانات، وبعض أنواع الصابون ومواد التنظيف الأخرى، وتغيرات في حالة الطقس، وخصوصا الطقس البارد والجاف، والتهابات الجلد.