Categories
السعودية عكاظ

السعودية – كوفيد – 19.. «مجرد فايروس آخر» ؟

تقدمت بريطانيا دول العالم أمس بإعلانها خطة لـ«التعايش» مع وباء كوفيد-19. وقال خبراء صحيون وعلماء، إن على بريطانيا أن تتقبل التعايش مع 100 وفاة يومياً بالفايروس. وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي في لندن أمس، ما سماه «خطة الشتاء»، التي تتضمن إجراءات توقع أن تضمن عدم اللجوء مطلقاً إلى الإغلاق. وتعتمد خطة الشتاء على تقديم جرعة تعزيزية ثالثة إلى المسنين وذوي الأمراض المزمنة، والذين يعانون مشكلات في المناعة، لضمان عدم اضطرار بريطانيا إلى اللجوء إلى تدبير الإغلاق. ويتوقع قبيل انتهاء هذا الأسبوع أن يعلن أطباء شعوب المملكة المتحدة الأربعة (ويلز، إنجلترا، أسكتلندا، وأيرلندا الشمالية) موافقتهم على تطعيم الصغار من سن 12 إلى 15 عاماً. وتشمل الخطة التخلي عن فكرة استخدام «شهادات التطعيم» لدخول الأندية الليلية، والمناسبات الحاشدة؛ وإن كانت الفكرة ستبقى على سبيل التحوط مما يمكن أن يحدث. كما تشمل إصلاح القيود المتعلقة بالسفر، بحيث تزال الشروط الخاصة بخضوع المسافر المحصن بجرعتي اللقاح للفحص، وإلغاء نظام ألوان إشارة المرور الخاص بالدول التي يسمح بالسفر إليها. بيد أن تعليمات ارتداء الكمامة، والعمل من المنازل ستظل خياراً مفتوحاً بيد الحكومة إذا تردت الأزمة الصحية. وقال مهندس الإغلاق الأول البروفسور نيل فيرجسون لقناة بي بي سي الإذاعية الرابعة أمس، إن مستوى المناعة الذي وصل إليه الشعب البريطاني -جراء الإصابة والتطعيم- يعني أنه في حال حدوث أية هجمة فايروسية جديدة لن تكون ثمة حاجة إلى الإغلاق. بيد أن عضو اللجنة العلمية الاستشارية في حال الطوارئ الدكتور سير جيريمي فارار رأى أن الأمر يوجب «نقاشاً معمقاً» بشأن مزايا ومضار الفتح الكامل للمجتمع والضحايا الذين سيموتون بسبب ذلك. وأضاف: السياسيون في أرجاء العالم يتظاهرون بأنهم يمكن أن تكون لديهم الكعكة ويأكلونها في آن معاً! بمعنى أنه يمكن أن تنزل بالوفيات إلى معدل الصفر من دون إجراءات وقائية. طعّم الناس أو لا تطعّمهم فسينتهي الوباء. أعتقد أن ذلك ليس واقعياً البتة. وقال البروفسور فيرجسون إنه يرى أن على بريطانيا أن تتقبل 100 وفاة يومياً، بحدود 30 ألف وفاة سنوياً بالفايروس. وبدا واضحاً أن السلاح الأقوى بيد جونسون لمواجهة شتاء من دون إغلاق هذا العام هو الجرعة التعزيزية الثالثة. وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس، إنه واثق من أن العائلات البريطانية تستطيع أن تلتئم هذه السنة للاحتفال بأعياد الميلاد. وكانت بريطانيا ألغت احتفالات الميلاد في سنة 2020، بسبب شدة نازلة فايروس كورونا الجديد. ورأت بلومبيرغ أمس، في مقال كتبه ديفيد فيكينغ؛ أن كوفيد-19 بات في طريقه لأن يصبح «مجرد فايروس آخر» من الفايروسات التي تتعايش معها الإنسانية. وتوقع الكاتب أنه مع تزايد استخدام اللقاحات المضادة للوباء العالمي الراهن سيصبح فايروس كوفيد-19 أحد الفايروسات، لا أكثر ولا أقل. وزاد أن على الأشخاص الذين تمكنوا من الحصول على لقاحات كوفيد-19 أن يذكّروا أنفسهم بأن كوفيد-19 لم يعد نذيراً بقرب نهاية العالم، بل بدأ يصبح تدريجياً «مجرد فايروس». وأشار إلى أنه في سنغافورة، التي نجحت في تحصين 81% من سكانها، قررت وزارة الصحة إعطاء الأولوية للإحصاءات المتعلقة بعدد حالات التنويم، بدل الاهتمام بعدد الإصابات الجديدة؛ بحكم أن الأخيرة لم يعد هناك خوف من مخاطرها جراء التطعيم بلقاحات كوفيد-19. لكن الكاتب أقر بأن الدعوات المنادية بالتخلي عن رصد الأرقام اليومية للإصابات الجديدة سابقة لأوانها، لأن الفايروس لا يزال يقتل آلاف الأشخاص كل يوم في أرجاء المعمورة. لكنه رأى أنه بعدما يتحول كوفيد-19 إلى مجرد مرضٍ مُعدٍ، بدلاً من كونه وباء عالمياً كما هي حاله اليوم، سيتضاءل الاهتمام بعدد الإصابات الجديدة، مثلما تضاءل اهتمام المجتمعات الإنسانية بعدد من يصابون بالإنفلونزا.

معهد لرصد الأوبئة القادمة في ليفربول

تم إنشاء معهد جديد في مدينة ليفربول البريطانية، مهمته منع التهديدات الوبائية العالمية القادمة، والاستعداد الجيد لها، والرد عليها. وأنشئ المعهد الجديد بتعاون طبي وأكاديمي وبلدي، بين أبرز جامعات ليفربول، ومستشفاها الرئيسي، ومجلسها البلدي. وتم تمويله مبدئياً بهبة قدرها 10 ملايين جنيه إسترليني من مجموعة إنّوفا الطبية. وتشارك فيه جامعة ليفربول، وجامعة جون مور بليفربول، وكلية الطب المداري في ليفربول، ومستشفى ليفربول الجامعي، ومجلس مدينة ليفربول. وقال مديره البروفسور ماثيو بايليس، إن هذه المبادرة ستحدث ثورة في العالم بشأن الكيفية التي ينبغي أن يرد بها العالم على أي تهديد وبائي عالمي. وأضاف أن المعهد سيدرس التهديدات الوبائية القادمة، وسبل الرد عليها، بما في ذلك ما يتعين على المجتمعات القيام به، ومدى استعداد المنظومات الصحية لمواجهتها، وسبل تطوير أدوية ولقاحات لصد الوباء المقبل.