تشهد أزمة تفشي فايروس كورونا الجديد، خصوصاً سلالة دلتا المتحورة وراثياً، تفاقماً مثيراً للقلق حول العالم. فقد ارتفع أمس العدد التراكمي لإصابات العالم إلى 211.6 مليون إصابة. وارتفع وفقاً لذلك عدد وفيات العالم أمس إلى 4.43 مليون وفاة. وأضحت الولايات المتحدة منذ أيام عدة مصدر أكبر عدد من الإصابات اليومية على مستوى العالم. فقد استأثرت في 19 أغسطس الجاري بـ 138472 إصابة جديدة من 696609 إصابات في دول العالم. واستأثرت الجمعة بالعدد الأكبر أيضاً، وهو 319456 إصابة جديدة من جملة 829575 إصابة جديدة سجلتها دول العالم. وذلك على رغم من أن عدد جرعات اللقاحات المستخدمة في نحو 183 دولة ومنطقة ارتفع صباح السبت إلى 4.9 مليار جرعة. وحملت الأرقام أمس أنباء سارة للمملكة العربية السعودية. فقد أحرز فريق إدارة أزمتها الصحية تقدماً جديداً، بتراجع السعودية من المرتبة الـ 48 إلى الـ 49 (541201 إصابة)، بعدما تخطتها اليونان، لتحتل المرتبة الـ 48 بـ 554055 إصابة. وانضمت تايلند والبرتغال إلى قائمة الدول المنكوبة بأكثر من مليون إصابة. وهي قائمة طويلة. وتزحف دول عدة، بينها قوى كبرى، صوب مراتب متقدمة في سجل البؤس الصحي. فها هي ذي ألمانيا تقترب من المليون الرابع من الإصابات. وها هي روسيا تتقدم بثبات صوب المليون السابع من الإصابات. وتقترب كولومبيا الفقيرة في أمريكا اللاتينية من المليون الخامس، فيما تدنو إندونيسيا من 4 ملايين إصابة (3.95 مليون بحسب أرقام السبت).

وفي بريطانيا؛ سجلت وزارة الصحة الجمعة 37314 إصابة جديدة، رافقتها 114 وفاة. وكانت الوزارة سجلت الخميس 36752 إصابة جديدة، و113 وفاة. وبلغ العدد التراكمي للإصابات المؤكدة مخبرياً في بريطانيا 6.43 مليون إصابة، فيما وصل عدد الوفيات منذ بدء نازلة كورونا 154811 وفاة. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» أمس (السبت) إلى أن الإحصاءات الصحية تؤكد أن التفشي آخذ في التزايد، وكذلك عدد المصابين المنومين بالمشافي، وعدد الوفيات الناجمة عن الوباء. وقال كبير أطباء بريطانيا البروفسور كريس ويتي إنه قضى الأسابيع الأربعة الأخيرة عاملاً في أحد عنابر مرضى كوفيد، واكتشف أن 55% من المنومين هم من الرافضين للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. وأشارت إحصاءات الخدمة الصحية بإنجلترا أمس إلى أن ثلاثة أرباع المنومين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً هم من رافضي اللقاحات.

وكان الوضع الصحي أشد سوءاً في أستراليا ونيوزيلندا. فقد سجلت مقاطعة نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) 825 إصابة جديدة السبت. وشنت رئيسة حكومة المقاطعة غلاديس بيريجيكليان هجوماً حاداً على من ينتهكون تعليمات الإغلاق، محمّلة إياهم مسؤولية التفشي الراهن. واجتاحت سيدني أمس (السبت) تظاهرات ضخمة سيرها الرافضون لتدبير الإغلاق. وشهدت الاحتجاجات اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. ودخل الإغلاق في سيدني أسبوعه التاسع أمس. وقالت رئيسة حكومة المقاطعة إنه على رغم الإغلاق المشدد يواصل الفايروس تفشياً متسارعاً.

وفي نيوزيلندا، أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أردن أمس، تمديد الإغلاق الذي تشهده البلاد، إثر اكتشاف 31 إصابة جديدة. وكانت نيوزيلندا لجأت للإغلاق قبل أيام بعد اكتشاف إصابة وحيدة بسلالة دلتا المتحورة وراثياً. وتحاول أردن استدامة سياسة «صفر كوفيد»، من خلال الإغلاق المشدد، وإغلاق الحدود الدولية. وقالت أمس إن الإغلاق الذي فرضته على البلاد الثلاثاء الماضي لمدة ثلاثة أيام سيستمر أسبوعاً إضافياً. وأوضحت أن التفشي الراهن الذي بدأ بإصابة وحيدة في مدينة أوكلاند انتقل إلى العاصمة ويلينغتون. وتعتبر نيوزيلندا الأقل تطعيماً لسكانها بين الدول المتقدمة. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية إن حكومتها تدرس تقسيم البلاد إلى شطرين، بعد تأكيد تشخيص 21 حالة جديدة أمس السبت، وهو العدد الأكبر منذ إبريل 2020. وتشير الأرقام إلى أن 45 إصابة اكتشفت حتى الآن في أوكلاند، و6 إصابات في العاصمة ويلينغتون. وتشتبه الحكومة في أكثر من 200 منطقة باعتبارها بؤر تفشٍّ محتملة. وأوضحت أردن أن تقسيم البلاد إلى شطرين وارد. وبموجبه سيتم فرض إغلاق مشدد في الجزيرة الشمالية، فيما سيتم تخفيف القيود الصحية في الجزيرة الجنوبية. وحذرت رئيسة الوزراء من أنه في حال اللجوء إلى هذا التقسيم فسيكون السفر بين الشطرين محظوراً.