المواد البلاستيكية التي يستسهل البعض أمرها لم تعد مخاطرها خفية على أحد، إذ أضحت من مهددات البيئة والصحة العامة وسلامة الناس، خصوصا بلاستيك الاستخدام الواحد لما فيه من مضار لا تغيب عن بال أحد، وبرغم التحذيرات الرسمية السنوية التي تصدرها الأمم المتحدة والجمعيات المعنية بالبيئة من خطر هذه المواد إلا أنها لا تزال الأكثر استخداما، باعتبارها الأخف وزنا والأقل سعرا والأسرع في التداول اليومي. ومن سلبيات الأكياس البلاستيكية أنه لا يمكن تدويرها بشكل كلي، وينتهي الأمر بغالبيتها في مدافن النفايات والصحارى والبحار وعلى أرصفة الطرقات. وطبقا لخبراء ومتابعين ومهتمين بالشأن البيئي تحدثوا لـ«عكاظ»؛ يجب على كل الجهات الحكومية والخاصة وخصوصا المعنية بالبيئة والرقابة تحمل مسؤولياتها في إيجاد حل لهذه المشكلة، خصوصا أن هنالك طرقا بديلة أكثر أمانا من البلاستيك، فالضرر من المنتجات البلاستيكية يهدد البيئة والإنسان والحيوان. وأوضحت مستشارة البيئة والصحة العامة فرح الغريب أن اختيار المواد الأقل ضررا على البيئة دليل على وعي المجتمع بالصحة العامة في زمن تفشي الأمراض، «يصعب علينا كسر بعض العادات التي اعتدنا عليها ولمسنا منها الراحة.. ولكن يبقى الضمير اليقظ تجاه البيئة يخرجنا من بعض العادات».

وحثت فرح الغريب على اتخاذ قرارات وتدابير وخطوات لحماية البيئة من المواد البلاستيكية خصوصا أن العديد من دول العالم وكذا في محيطنا الخليجي بدأت في اتخاذ إجراءاتها بمنع استخدام البلاستيك وسيأتي اليوم الذي يرفض كل من يهتم ببيئته المواد البلاستيكية، وعلى الجميع رفض الأكياس والأغلفة البلاستيكية في المتاجر التي تستطيع الاستغناء عنها، واستخدام أدوات ومصنوعات آمنة مثل الحقائب القماشية والعبوات الزجاجية لتعبئة المواد الغذائية مباشرة في المتاجر خصوصا في أقسام الأجبان والمخللات بحيث تضعها مباشرة في العبوة الخاصة بالمستهلك، وبهذه الخطوة البسيطة والسهلة تمنع وصول كميات كبيرة من الأكياس البلاستيكية أو العلب البلاستيكية إلى المحيطات والبحار وتعريض الثروات السمكية للمخاطر وتتسبب في انقراض أصناف من الأحياء البحرية وتؤثر على صحتنا مباشرة عند تناولها، «أسهل طريقة لمكافحة المشكلة رفض المواد البلاستيكية أو الأشياء التي تأتي في أغلفة بلاستيكية».

قناديل ميتة على الشواطئ.. لماذا؟

الناشط البيئي الوليد الناجم دعا إلى منع الأكياس البلاستيكية من التداول بسبب ضررها على البيئة البرية والثروة الحيوانية والبيئة البحرية، فكثيرا ما نرى نفوق بعض الأغنام والإبل وحينما يتم ذبحها يجدون في بطونها قطعا من أكياس البلاستيك التي تسببت في نفوقها، كما تؤثر هذه المواد سلبا على البيئة البحرية ولاحظنا أخيرا ظهور أعداد كبيرة من قناديل البحر على الشواطئ بسبب غياب المفترسات الطبيعية كالسلاحف التي باتت تنفق بسبب ابتلاعها الأكياس ظنا منها أنها قنديل البحر، كما أن هذه المواد مضرة بصحة الإنسان خصوصا عند استخدامها بشكل خاطئ في نقل الأغذية والمثال على ذلك المخابز الأوتوماتيكية التي ما زالت تستخدمها في تعبئة الخبز، فضلا عن خطرها على البنية التحتية لتسببها بانسداد أنظمة الصرف الصحي بسبب تراكم أكياس البلاستيك ما يعيق تصريف المياه. وأشار الناجم إلى أن وجود هذه الملوثات البلاستيكية في حياتنا أصبح أمرا مقلقا، فعلى الجميع المساهمة في المحافظة على البيئة باستبدال المواد البلاستيكية بأخرى مستدامة مثل الأكياس القماشية وقوارير المياه الزجاجية والاستغناء عن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

أوروبا تمنع.. والصين تقاطع

قرر البرلمان الأوروبي المحافظة على البيئة الخضراء وحظر البلاستيك ذي الاستخدام الواحد ابتداء من 3 يوليو من العام 2021، حسبما تنص قاعدة فرضها الاتحاد الأوروبي بشأن حظر أدوات الطعام البلاستيكية منذ 2019. ويؤثر الحظر على أدوات المائدة والأطباق.

وقدمت مقاطعة خنان بوسط الصين خطة جديدة لحظر إنتاج وبيع المنتجات البلاستيكية التي يمكن التخلص منها بما في ذلك الأكياس البلاستيكية الرقيقة وأدوات المائدة البلاستيكية ونكاشات القطن البلاستيكية، في محاولة للحد من التلوث الناجم عن استخدام المواد البلاستيكية.

الزجاج والطين من البدائل الآمنة!

أكدت فرح الغريب أن من أفضل بدائل البلاستيك التي تحمي البيئة وتوفر المبالغ المالية هي البدائل الأكثر شيوعا التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية ومنها الفولاذ المقاوم للصدأ، الزجاج، الطين، الخزف والسيليكون وهذه أكثر أمانا للأغذية والتخزين ودمجها سهل وقابلة للتدوير، وهنالك بدائل أخرى مثل الورق والأكياس الكرتونية وبعض المستلزمات المصنوعة من الخشب والخيزران لاستخدامها في الحقائب أو أدوات الطهي وهي بدائل مناسبة وصديقة للبيئة ولا تشكل خطرا على الحياة.