طغت مشاهد العناق، والأحضان، والدموع، والطوابير الطويلة في مطار هيثرو (غرب لندن) على اهتمامات الشارع البريطاني، في أتون الأزمة الصحية المتفاقمة. وكان الأكثر طغياناً على تلك المشاهد منظر الطوابير التي تتلوى في ممرات المطار، بسبب عطل في نظام الكمبيوتر الذي يقال إنه كلف 372 مليون جنيه إسترليني لصنعه وتشغيله. وفي النظام الحاسوبي البيانات الخاصة بالأمن البريطاني، وتسمى «عبور الحدود». وأدى العطل إلى رفض البوابات الإلكترونية السماح للمسافرين بالعبور للداخل، ما أدى إلى استدعاء ضباط الهجرة ليقوموا بذلك يدوياً! وبلغ طول أحد الطوابير في مطار هيثرو أمس أكثر من كيلومتر. وتكهنت الصحف البريطانية أمس بأن يشهد الأسبوع القادم مزيداً من الفوضى في مطارات البلاد، مع عودة عشرات آلاف البريطانيين من عطلاتهم الصيفية.

واهتمت الصحف وشبكات التلفزة بمشاهد العناق والبكاء والدمعات في المطار، بعدما سرى مفعول القرار الحكومي الذي قضى بإسقاط قرار العزل الصحي على العائدين والمسافرين المحصنين القادمين من الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي. وقال كثيرون إنهم كانوا يخشون ألا يلتقوا بأقربائهم نهائياً من جراء الأزمة الوبائية المتفاقمة في أرجاء العالم. وكان كثيرون من أفراد الأسر يحملون لافتات للترحيب بأمهاتهم وأزواجهم القادمين من أمريكا وأوروبا. وقالت سيدة إنها مسرورة بهذا التغيير في الإجراءات البريطانية، لأن والدها المقيم في واشنطن، حصل على إجازة مدتها أسبوعان فحسب. ولولا هذا التغيير كان عليه أن يقضي 10 أيام منها في العزل الفندقي، ويغادره ليبقى أربعة أيام فقط مع أفراد أسرته. وأظهرت إحصاءات وزارة الصحة البريطانية أمس أن عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا انخفض خلال الساعات الـ 24 الماضية بنسبة 12% من الأسبوع الماضي، ليصل إلى 21952 إصابة جديدة. لكن عدد الوفيات ارتفع من 14 وفاة الأسبوع الماضي إلى 24 وفاة أمس. وتقول الحكومة البريطانية، إن 46.8 مليون بريطاني تم تحصينهم ضد الوباء بجرعة أولى على الأقل، فيما بلغ عدد من تم تحصينهم بالجرعتين 34.8 مليون نسمة. وأعلنت السلطات الصحية أمس أنها ستبدأ منح جرعة تعزيزية ثالثة من لقاح فايزر-بيونتك لنصف عدد سكان المملكة المتحدة، بواقع 2.5 مليون جرعة أسبوعياً.