نجحت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أكبر شبكة للرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في علاج مريضتين تم تشخيص إصابتهما بتورّم العقد اللمفاوية (ليمفيديميا)، والذي يحدث عامة في الذراعين أو الساقين نتيجة لإزالة العقدة اللمفاوية أو تلفها خلال المعالجة من مرض السرطان.
وفي حال الإصابة بتورّم العقد اللمفاوية، يحدث انسداد في الجهاز الليمفاوي، وهو جزء من جهاز المناعة في الجسم، ويعيق هذا الانسداد تصريف السائل اللمفاوي، بما يؤدي إلى تراكم السوائل وحدوث التورّم.
تشترك المريضتان فاطمة الكعبي، وأسماء صالح، بتاريخ طبي متشابه، حيث خضعتا للعلاج الكيميائي والجراحة لعلاج سرطان الثدي.
وكانت فاطمة الكعبي قد أجرت عملية لاستئصال الثدي، في حين خضعت أسماء لعملية استئصال ثدي مزدوجة، ونتيجة للعمليتين التين خضعت لهما المريضتان، تم تشخيص إصابتهما فيما بعد بتورّم العقد اللمفاوية في الذراعين، وهو الأمر الذي أعاق الحركة الطبيعية لليد لكليهما، وتسبب لهما بألم وتورّم شديدين.
تم تشخيص حالتي فاطمة، وأسماء في مستشفى العين، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، وجرى تحويلهما إلى قسم العلاج الطبيعي في المستشفى، حيث وضعت فرق العلاج الطبيعي خطة العلاج المناسبة لهما، وتضمن ذلك المعالجات القائمة على التجربة الناجحة.
وقالت الدكتورة سمية الحمادي، الأخصائية في مستشفى توام، والتي أشرفت على علاج فاطمة وأسماء: "يعد تورّم العقد اللمفاوية حالة شائعة بين مرضى السرطان الذين يخضعون للجراحة، وتعد حالتا فاطمة وأسماء نموذجاً عن ذلك، ومع اعتماد الإجراءات السليمة والإدارة الطبية المناسبة، يمكن إيقاف تطور الحالة، ومعالجتها حتى الشفاء، الأمر الذي يُمكن المرضى من استعادة القدرة على الحركة الكاملة في الأعضاء والعودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية الطبيعية".
وأضافت: "عند تحديد الحلّ العلاجي الملائم لمرضى تورّم العقد اللمفاوية، ينبغي التنسيق المنتظم بين الفرق الطبية المشرفة على المرضى، والتأكد من تناسب خطة العلاج مع أسلوب حياة المريض، وبفضل نهجنا متعدّد التخصصات والمعتمد في شركة "صحة" تمكّنا من تقديم الرعاية المطلوبة لفاطمة وأسماء بسرعة وخبرة تامة، وقد شفيت كلتاهما الآن وعادتا لمتابعة أسلوب حياتهما الطبيعية".
وأتاح نموذج ممارسات المجموعة المتبع في «صحة» حصول المريضتين على رعاية عالمية المستوى تحت إشراف الدكتورة سمية الحمادي، الأخصائية المعتمدة في علاج تورّم العقد اللمفاوية، والتي تشرف على تقديم الرعاية اللازمة لجميع مرضى هذه الحالة في مستشفى توام منذ عام 2014. وحالياً، تعمل الحمادي على إجراء بحث على المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بتورّم العقد اللمفاوية لاستخلاص طرق وقائية وعلاجية مناسبة، وتوفير أفضل الممارسات المستندة إلى البيانات.
من جانبها، توجهت فاطمة الكعبي بالشكر والتقدير لقيادة دولة الإمارات وشركة "صحة" التي لم تدخر جهداً في توفير رعاية صحية عالمية المستوى للمواطنين والمقيمين.
وقالت:"بفضل الجهود المتكاملة التي بذلتها فرق الرعاية الطبية والعلاج الطبيعي في مستشفى توام، ومستشفى العين، تمكّنت الآن من استعادة الحركة في ذراعي، وعدت إلى ممارسة حياتي الطبيعية".
أما أسماء صالح فقد عبرت عن امتنانها الكبير للفرق الطبية المتخصصة في كل من مستشفى توام، ومستشفى العين، وأشادت بتعاونها المشترك، وقدرتهما على العمل معاً بصورة سلسة لرعاية حالتها بأقصى قدر من الاهتمام.
ومن الجدير بالذكر أن أقسام وخدمات العلاج الطبيعي المنتشرة في أنحاء شبكة "صحة" ساعدت عدداً لا يحصى من مرضى تورّم العقد اللمفاوية على التعافي، بالاعتماد على تثقيف المريض، واستخدام تقنيات الضغط والضغط الهوائي المتقطع والتصريف اللمفاوي اليدوي والذاتي، والعناية بالبشرة والتمارين العلاجية، واللجوء في بعض الحالات للعلاج باستخدام الأشرطة المطاطية الطبية وأشعة الليزر منخفضة الطاقة.
