في الوقت الذي أكد المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية الدكتور محمد العبدالعالي، إنه لم يتم رصد أية حالة إصابة بمرض الفطر الأسود في المملكة، وأنه لا علاقة بين عدوى «الفطر الأسود» وفايروس كورونا، أشارت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن داء الفطر الأسود يحدث نتيجة عفن موجود في التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق المتعفنة. ويصاب الناس بداء الفطريات الذي توجد منه أنواع عدة عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية (الأبواغ) التي يمكن أن تنتشر في المستشفيات والمنازل عن طريق أجهزة ترطيب الهواء وأنابيب الأكسجين التي تحتوي على مياه قذرة. وينصح الخبراء بضرورة اكتشاف العدوى بشكل مبكر؛ لأنها عدوانية، وذلك بكشط الأنسجة الميتة وإزالتها، وقد يُضطر الجراحون أحياناً إلى إزالة أنف المريض أو عينه أو حتى فكه؛ لمنع الفطر من الوصول إلى الدماغ. وتعد عدوى الفطر الأسود قاتلة إذ يموت أكثر من نصف من يصابون به، ويبلغ متوسط معدل الوفيات 54%، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. وبمجرد الإصابة، يكون المريض معرضاً للموت في غضون أيام لكن المرض ليس معدياً، وتتعامل الهند عادةً مع بضع عشرات من الحالات سنوياً. وبشكل عام، تصد دفاعات الجسم الفطريات التي تؤثر فقط على من يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة، مثل المرضى الذين أجريت لهم عملية زرع أو مرضى السرطان.

علاقة كورونا بالفطر الأسود

بعد الإصابة بفايروس كورونا وأمراض أخرى غيره، يمكن أن تحدث ظاهرة خطيرة تسمى «عاصفة السيتوكين» وتحدث بسبب إفراط جهاز الجسم المناعي في رد فعله لمحاربة الفايروس عبر إفراز كمية كبيرة من السيتوكين، الأمر الذي يتسبب في تلف الأعضاء. وفي هذه الحالة، يلجأ الأطباء إلى وصف المنشطات، لتقليل الاستجابة المناعية، وكلاهما يضعف دفاعات الجسم ويزيد من مستويات السكر، ما يؤدي إلى نمو الفطريات التي تتغذى عليه.

ويعتبر مرضى السكري الذين لديهم أيضاً مستوى مرتفع من السكر في مجرى الدم، الأكثر عرضة للإصابة، ودولة الهند لديها معدلات عالية من مرض السكري، وبعض المستشفيات والأطباء يبالغون في وصف الستيرويد، كما أن بعض الناس تتناولها في المنزل دون استشارة طبية. يقول البروفيسور سريناث ريدي من مؤسسة الصحة العامة الهندية: «بدأ الناس في استخدامها دون ضوابط وعلى نحو مفرط وغير مناسب».

وتشير الأرقام في الهند إلى ما لا يقل عن 7250 حالة، بحسب صحيفة هندوستان تايمز التي استشهدت بوثائق حكومية، وقد أفادت ولاية ماهاراشترا بأكثر من 2000 حالة، وقال مسؤولون إن ولاية غوجارات، لديها نحو 1200 حالة.

كما أعلنت 9 ولايات هندية على الأقل أن العدوى تحولت لديها إلى وباء، وخصصت المستشفيات في مدن عدة أجنحة خاصة لهؤلاء المرضى.

ولم تكشف السلطات عدد الأشخاص الذين توفوا على الصعيد الوطني جراء الفطر الأسود، ولكن صحيفة هندوستان تايمز قدرت ذلك بما لا يقل عن 219 شخصاً، وهو عدد من المرجح أنه أقل من الواقع.

وأوضحت وزارة الصحة الهندية أن المرض يبدأ في الظهور على شكل عدوى جلدية في الجيوب الهوائية الموجودة خلف الجبهة والأنف وعظام الخدود والعينين والأسنان، ثم ينتشر في العينين والرئتين ويمكن أن يصل إلى الدماغ، ويؤدي إلى اسوداد أو تغير في لون الأنف، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها وألم في الصدر، مع صعوبات في التنفس وسعال في الدم.

خطيرة ونادرة.. هذه أعراضه

بحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، فإن الفطر الأسود عدوى فطرية خطيرة لكنها نادرة، تسببها مجموعة من القوالب تسمى الفطريات المخاطية، وتعيش هذه الفطريات في جميع أنحاء البيئة، لا سيما في التربة والمواد العضوية المتحللة، مثل الأوراق أو أكوام السماد أو الخشب الفاسد، إذ يصاب الناس بالفطر المخاطي عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة، على سبيل المثال، يمكن أن تحدث عدوى الرئة أو الجيوب الأنفية بعد استنشاق الأبواغ، وتحدث هذه الأشكال من فطار الغشاء المخاطي عادة عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والمرض ويمكن أن يتطور داء الغشاء المخاطي أيضا على الجلد بعد دخول الفطر إلى الجلد من خلال جرح أو كشط أو حرق أو أي نوع آخر من الصدمات الجلدية. ويؤثر الفطر الأسود بشكل شائع على الجيوب الأنفية أو الرئتين بعد أن يستنشق الشخص جراثيم فطرية في الهواء، كما أنه يمكن أن يؤثر على الجلد بعد التعرض لإصابة سطحية مثل جرح أو حرق.

وأشارت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة إلى أن أعراض داء «الغشاء المخاطي» تعتمد على مكان نمو الفطريات في الجسم، وينصح الاتصال بمقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت أعراض يعتقد أنها مرتبطة بداء الغشاء المخاطي، لافتة إلى أن أعراض التهاب الغشاء المخاطي الأنفي الدماغي (الجيوب الأنفية والدماغ) تشمل تورم الوجه من جانب واحد، صداع الرأس، احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية، آفات سوداء على جسر الأنف أو الجزء العلوي من الفم سرعان ما تصبح أكثر شدة، إضافة إلى الحمى.