Categories
السعودية عكاظ

السعودية – بعد اختبائه 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة.. نصر الله «بهلوان» على مسرح هزلي

مرة أخرى تكشف أحداث المنطقة أن «حزب الله» الذي ظل مختبئا طيلة 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أن علاقة هذا الحزب بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى ما هي إلا ورقة انتخابية لتمرير الأجندة الإيرانية في المنطقة.. ورغم خروج حسن نصرالله في كلمة متلفزة ليتحدث فيها عن أوهام حزبه ومدى تعلقه بالقضية الفلسطينية إلا أنه وقع في الفخ بطريقة لافتة، فالعالم أجمع لاحظ اختباءه ومليشياته في قضيتين مفصليتين: اقتحام المسجد الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة.

إذن لماذا خرج نصرالله الآن؟ وما الذي يريده ويخطط له؟ لقد حرقت أوراق حزبه وموقفه من العدوان الإسرائيلي وهو وفقا لمواقفه وخطاباته الإعلامية كان من المفترض أن يفتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل تزامنا مع الاعتداء على الأقصى والحرب على غزة، بيد أن كل ذلك لم يحدث، وآثر أن يخرج بعد أن انتهى كل شيء ليبشر بالنصر المرتقب، فجاء خروجه أشبه بحركة بهلوانية يؤديها ممثل سيئ على خشبة مسرح هزلي.

لم يستطع نصرالله في خطابه تقديم أي حجة مقنعة لموقفه وحزبه لاختفائه سوى أنه أصيب بوعكة صحية.

وكعادته حاول بطريقة بهلوانية أن يطلق تهديدات ضد إسرائيل من دون مناسبة تذكر، بل إنه سعى من خلال هذه التهديدات للتغطية على هروبه ومليشياته من مواجهة الاستحقاق الأخلاقي الذي يحتم عليه الوقوف إلى جانب غزة أثناء تعرضها للعدوان باعتبار أن العدو واحد والمبادئ لا تتجزأ، غير أنه لا شيء من هذا تحقق.. فمتى كان الرجل صاحب مبدأ وهو الذي أضاع لبنان الدولة لحساب الدويلة.

أما على صعيد الشارع العربي الذي تضامن مع غزة فقد تأكد له ليس من الآن فحسب أن حزب الله ليس أكثر من ماكينة إعلامية تسعى لترويج أجندة إيرانية طائفية دون أي فعل على الأرض، وأن صراخ نصرالله على مدى سنوات على الشاشات وأمام الكاميرات ما هو إلا طريقة عبثية بائسة باتت مملة ومكررة وممقوتة لدى شارع لبناني وعربي وإسلامي بات يدرك أكثر من أي وقت مضى بفضل معركة غزة أن حزب الله ليس أكثر من «فقاعة صابون».

جاء خطاب نصرالله مليئا بالمغالطات ولم يعرف من أين عليه أن يبدأ وكيف عليه أن ينتهي، واكتفى بشن هجوم شديد اللهجة في كل الاتجاهات للتغطية على هروبه وحزبه من مواجهة الاستحقاق الوطني، لكن يبدو أن إيران أمرت الحزب بالاختباء حتى مرور العاصفة ولهذا ظهر نصرالله وتبين لكل من استمع إليه أو شاهده أنه لا يزال يعيش في الماضي بغض النظر عن التناقضات التي وقع فيها.