لماذا يتأخر الكشف عن الأورام ؟
أبرز العوائق في الكشف بطء التحول من مفهوم الصحة العلاجية إلى الصحة الوقائية، فضلاً عن الحاجة إلى برامج توعية مخصصة للكشف عن سرطان الرئة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية العامة والأولية والمطلوب توفير أنظمة مخصصة لاستدعاء الأشخاص المعرّضين لخطورة مرتفعة لإجراء الفحص. وتطرّق منتدى متخصص إلى تأثير أزمة كوفيد-19 على جهود الكشف المبكر مع انخفاض معدّل الإحالات والثغرات في سبل الرعاية الوجيزة للحالات الحادة التي تشكّل تحديات مقلقة، ويجري حالياً تطوير برامج واعدة وأكثر تكاملاً في العديد من دول الخليج، إذ يمكن لتقنيات التطبيب عن بُعد والتصوير الشعاعي عن بُعد أن تحدث نقلة نوعية في الوصول إلى مرضى المناطق الريفية ممن لا يمكنهم زيارة المراكز المتخصصة في مرض السرطان، كما أصبحت تقنية تحليل التسلسل الجيني من الجيل التالي متاحة على نطاق واسع للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في منطقة الخليج العربي، إذ يعتمد المسح الرائد في مجال الطب الدقيق على تحليل الواسمات الجينية التي يمكن استهدافها بأدوية معينة داخل الورم.
وقال الدكتور عبدالرحمن جازية أستاذ مساعد في طب الأورام في جامعة الفيصل: إن منتدى سرطان الرئة جاء بعد إجماع الخبراء الإقليميين على ضرورة دعم العلاج المتقدم في منطقة الخليج العربي وتحسين تجربة المريض العامّة من منظور متعدد التخصصات، «نشجع التعاون والبحث وتبادل المعرفة والتطوير المهني بين أخصائيي سرطان الرئة في دول الخليج وخارجها، ويعد توافر البيانات الدقيقة حول سرطان الرئة ضرورة لتحقيق رعاية ناجحة لمرضى السرطان».
خفض معدلات الوفيات 30 %
توقع مختصون إمكانية خفض معدل الوفيات بنسبة 30% إذا تم فحص 50% من المعرّضين للإصابة بمرض سرطان الرئة، إذ تم وضع إرشادات صادرة عن الجمعية السعودية لسرطان الرئة مع توافر أيضاً الموارد اللازمة للكشف عن المرض، لكنها لا تُستخدم بشكل كافٍ في معظم الحالات. وأكد المختصون أهمية التعاون لتصميم خطط وسبل رعاية كاملة للمرضى، بدءاً من تسهيل الوصول إلى إمكانات الفحص لكل الحالات المشتبه بإصابتها، ووصولاً إلى توفير خطط الرعاية المستدامة وعالية الجودة وبرامج إعادة التأهيل ومن الضروري تصميم خارطة طريق واضحة بهدف تحسين رعاية سرطان الرئة، ومراجعة المبادئ التوجيهية الحالية حول الفحص والتأكد من وضع أفضل المعايير وتنفيذها، هذا إضافة إلى التعاون على المستوى الإقليمي لتبادل الخبرات والأبحاث التي تساهم في بناء أدلة على النتائج وتحديد الفعالية من حيث التكلفة.
ويرى المختص الدكتور حميد الشامسي أن سرطان الرئة من الأسباب الرئيسية للوفاة في منطقة الخليج العربي، ونحن ندرك أهمية الكشف المبكر في نجاح العلاج ويجب توسيع نطاق عمليات الكشف مع وجود بروتوكولات فحص وسبل رعاية واضحة.، ومع اعتماد برامج الكشف في الممارسة السريرية، فمن المهم أن نعطي الأولوية للأفراد المعرّضين لخطورة مرتفعة. «ستغير التقنيات الجديدة مثل اختبارات الدم التي تستقصي الواسمات الورمية وتُعرف باسم الخزعة السائلة، المنظور السائد لمرض السرطان خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة، إذ يصبح التشخيص أكثر سهولة وستتوافر تحاليل الكشف للأشخاص الذين لا يمتلكون عوامل الخطورة التقليدية».
من جانبه، أوضح المختص بيتر رؤوف أن المنتدى يجمع متعدد التخصصات لسرطان الرئة يسعى لتغيير النهج في رعاية مرضى السرطان في منطقة الخليج، ويجب أن تتضافر جهود كافة أقسام نظام الرعاية الصحية لإحداث تأثير إيجابي في حياة المصابين بسرطان الرئة وتخفيف أعباء المرض في المنطقة، وأظهر المنتدى قدراتنا على التعاون لإثراء خبرات المجتمع الطبي في المنطقة وتقديم رعاية أفضل لمرضى سرطان الرئة وتحسين معدلات البقاء وجودة الحياة.