وفي المقابل؛ عادت بريطانيا أمس إلى ما يشبه طبيعتها السابقة لاندلاع النازلة، بعدما سمح للمطاعم، ومرافق الضيافة بفتح أبوابها لزبائنها، في سياق خطة رئيس الحكومة بوريس جونسون لرفع تدابير الإغلاق بحلول 21 يونيو القادم. غير أن جونسون بدا مرتاباً في أن يتسبب الانفتاح في انتكاسة وبائية. فقد قال لشعبه إنه يتعين على العائلات أن تتبنى ما سماه «جرعة كثيفة من التحوط»، مع فتح الأسواق وأماكن الضيافة. وأشار إلى أنه قلق من ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بنسبة 8% خلال الأسبوع الماضي. وقال جونسون إن ظهور السلالة الفايروسية الهندية المتحورة في بريطانيا يعني أنه يتعين ممارسة الحريات المستعادة بقدر كبير من الحرص والحذر. وذكر وزير الصحة البريطاني ماثيو (مات) هانكوك أمس أن السلالة الهندية تنتشر «مثل حريق هائل». وعزا ذلك إلى رفض مواطنين الخضوع للتطعيم باللقاحات المانعة للإصابة بالوباء. وأشار إلى أن الأشخاص الذين تم تنويمهم في مستشفى بولتون، بعد تأكيد إصابتهم بالسلالة الهندية، كانوا مستحقين للتطعيم، لكنهم آثروا عدم الخضوع. ويصل عدد المصابين بالسلالة الهندية في بريطانيا إلى 1313 شخصاً، توفي منهم 4 أشخاص.
ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن أطقم طائرات الخطوط الجيو البريطانية بدأوا يتغيبون لتفادي الرحلات المتجهة إلى الهند، خشية الإصابة بالسلالة الهندية من الفايروس. وأضافت أنه تم إلغاء الرحلات الليلية للهند، في محاولة لإقناع الأطقم الجوية بالحضور للعمل على متن الرحلات المتجهة إلى الهند. وزادت أن كبار مديري الشركة أرسلوا خطابات للأطقم الجوية يناشدونهم فيها الحضور للعمل لتنفيذ تلك الرحلات المجدولة. وكشفت الصحيفة أن أحد مديري الشركة كتب رسالة إلى الأطقم الجوية يبلغهم فيها بأنهم إذا شعروا بالضيق من فكرة السفر للهند، فإن عليهم إبلاغ الشركة ليتم إعفاؤهم منها. وعلى رغم أن شركة الخطوط الجوية البريطانية خفضت رحلاتها إلى الهند، بعدما ضمت الحكومة البريطانية الهند إلى «القائمة الحمراء» للدول المحظور دخول القادمين منها إلى بريطانيا؛ إلا أنها لا تزال تسيّر سبع رحلات أسبوعياً إلى كل من نيودلهي، ومومباي، وبنغالور، وحيدرأباد.