على رغم الاتجاه التنازلي لعدد الإصابات الجديدة والوفيات اليومية بوباء كوفيد-19 في الهند؛ إلا أنه لا يزال يمثل خطراً متفاقماً ليس للهند وحدها؛ بل للعالم أجمع؛ خصوصاً في بريطانيا، حيث أكد رئيس وزرائها بوريس جونسون أن التفشي المتسارع للسلالة المتحورة من فايروس كورونا الجديد في بريطانيا قد يهدد بعرقلة خطط حكومته الرامية إلى إزالة جميع القيود الصحية بحلول 21 يونيو القادم. صحيح أن الإحصاءات الحكومية الهندية تشير إلى اتجاه تنازلي، لكنها لا تزال مثيرة للقلق. فقد سجلت الهند أمس الأول 326.098 حالة جديدة. وأعلنت أمس (الأحد) أنها سجلت 311.170 إصابة جديدة، و4077 وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأعلنت حكومة ولاية العاصمة نيودلهي أمس أنها قررت تمديد إغلاق العاصمة حتى 24 الجاري. وسواء تباطأ التفشي الفايروسي أم تسارع، فإن المسار التصاعدي هو الاتجاه الوحيد الذي يمضي فيه هذا الفايروس. فقد ارتفع عدد المصابين به حول العالم أمس إلى 163.19 مليون نسمة، توفي منهم 3.38 مليون شخص.

ولا شك أن لكل دولة ظروفها الخاصة التي تجعلها تنظر إلى الأزمة الصحية من تلك الوجهة. فها هي الولايات المتحدة التي تحتفل بالنصر الذي حققته حملات التطعيم تقترب من تحقيق رقم مهم؛ وهو بلوغ عدد المتوفين بالوباء حتى بعد ظهر الأحد 599.863. وفي فرنسا تنشغل الحكومة والشارع بقضايا سياسية واجتماعية، لكن الحقيقة المؤلمة تتمثل في أن فرنسا تقترب من تسجيل 6 ملايين إصابة (5.86 مليون ظهر الأحد). ويتسارع التفشي الوبائي في تركيا، التي أضحت تحتل المرتبة الخامسة عالمياً لجهة كثرة الإصابات، فقد ارتفع العدد التراكمي لمصابيها إلى 5.11 مليون نسمة. وتلهث خلفها روسيا بنحو 4.93 مليون إصابة. وفي دليل إضافي على حسن إدارة السعودية أزمتها الوبائية، أحرزت المملكة تقدماً جديداً بالانحدار من المرتبة الـ43 إلى الـ44 عالمياً.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأول أن السلالة الهندية المتحورة امتدت لتنتشر في 44 بلداً حتى الآن. وأوضحت أنه تم اكتشاف 3 نسخ من السلالة الهندية المتحورة وراثياً. وفي ما يمثل دليلاً على فظائع السلالة الهندية في هذه الدولة التي يعمرها 1.3 مليار نسمة، نسبت بلومبيرغ إلى مسؤول مصرفي هندي قوله إن كوفيد-19 أدى إلى وفاة أكثر من 1200 موظف مصرفي، وإصابة آلاف آخرين. ووصف المسؤول عمال البنوك بأنهم ضمن العاملين في الخطوط الأمامية، التي تقتضي مواجهة الجمهور بشكل يومي.

وعلى رغم انفراج الأزمة الصحية في أمريكا، بعد تطعيم قطاعات واسعة من السكان، إلا أن خبراء الصحة يتحدثون عن قلقهم من ارتفاع الإصابات الجديدة وسط الأطفال والمراهقين، بنسبة تفوق الإصابات بين البالغين من العمر 65 عاماً، وما يتجاوزها. وتشير بيانات المراكز الصحية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن ذلك الارتفاع بدأ يتخذ منحى تصاعدياً اعتباراً من أبريل الماضي. وأعرب أطباء عن قلقهم من عدم حدوث أي انخفاض في عمليات تنويم الأطفال بالوباء، قياساً بمن تزيد أعمارهم على 18 عاماً. وحذروا من أن السلالات الفايروسية المتحورة تؤثر في الأطفال بطرق مختلفة لم تكن معهودة في السابق، كإصابة الأطفال المنومين بالتهابات تنفسية ناجمة عن الإصابة بكوفيد-19.

وفي سياق ذي صلة؛ أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أنه يتعين على المدارس الأمريكية الإبقاء على مطالبة الطلاب بارتداء الكمامة حتى نهاية السنة الدراسية على أقل تقدير. وأضافت أنه يتعين التقيد بمسافة التباعد الجسدي، ليس في الصفوف الدراسية وحدها، بل وفي حافلات نقل الطلاب. وأعلنت سنغافورة أمس الأول أنها تنوي بدء تطعيم الأطفال دون سن 16 عاماً، لمواجهة تزايد الإصابات بين الطلاب في الآونة الأخيرة، بحسب وزير التعليم السنغافوري شان تشون سينغ.

أعلنت مرافق قطاع الضيافة البريطاني ارتفاعاً كبيراً في عدد الحجوزات، تزامناً مع إعادة فتح المطاعم والحانات والفنادق اعتباراً من اليوم (الإثنين). ويتوقع أن يعود نحو 865 ألف عامل وموظف إلى أشغالهم بهذا القطاع. وكان قطاع الضيافة خسر أكثر من 600 ألف وظيفة منذ ديسمبر 2019. وتوقع خبراء أن يؤدي تخفيف القيود اعتباراً من اليوم إلى زيادة السياحة الداخلية بنحو 51%، بما قد يصل إلى 51.4 مليار جنيه إسترليني. وأشار الخبراء إلى أنهم يتوقعون أن ينفق البريطانيون خلال هذا الأسبوع 836 مليون جنيه على تناول الوجبات في المطاعم، بعد السماح بتناول الوجبات داخلها.

دول «كتلة البؤس» الصحي:

إيطاليا

4.15 مليون إصابة

إسبانيا

3.60 مليون إصابة

ألمانيا

3.59 مليون إصابة

كولومبيا

3.10 مليون إصابة

إيران

2.74 مليون إصابة

بلجيكا

1.03 مليون إصابة

836 مليوناً.. إنفاق البريطانيين بعد فتح المطاعم !