Categories
السعودية عكاظ

السعودية – تأهيل.. تأهب.. احترافية.. وعزيمة..صحة وسلامة الحجاج.. أولوية القيادة

ريادة المملكة في إدارة الحشود في مواسم الحج ليست وليدة اليوم، بل جاءت نتاجاً لتراكم التجارب التنفيذية والممارسات الفعلية على الأرض على مدى عقود من الزمن، وهو ما جعلها تكون صاحبة التجربة الرائدة العالمية في هذا المجال.ونجحت المنظومة الأمنية لأعمال الحج في تأطير هذه التجربة بإطار تقني عالٍ، وتميزت القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة والجهات المشاركة من القطاعات الأمنية المعنية بتنظيم مهمات موسم الحج؛ لما للمملكة من رصيد كافٍ للتعامل مع إدارة الحشود من أفراد وضباط مدعومة بتقنيات عالية ومراكز رصد بخدمات آلية مترابطة بطاقات بشرية أمنية متخصصة في مواقع محددة يتنقل إليها الحجاج داخل المسجد الحرام. وليس هناك رأيان في أن مركز عمليات إدارة الحشود في المسجد الحرام الذي يرأسه قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة اللواء محمد عبدالله البسامي، أثبت قدرات عالية في التعامل مع خطط تدفق حجاج بيت الله خلال ذروة موسم الحج الحالي، ورغم أن أعداد الحجاج كان منخفضاً مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن ظروف الحج الاستثنائي كان عاملاً ضاغطاً لمصلحة ضرورة الالتزام بالاحترازات الصحية والوقائية بسبب وباء كورونا المتحور الذي فرض معطيات وتحديات مختلفة تماماً عن مواسم الحج السابقة. «عكاظ» قامت بجولة داخل مركز عمليات المسجد الحرام وشاهدت رصد المركز وإدارته للحشود بشكل لحظي، حيث تحول المركز إلى خلية نحل تعمل على مدار الساعة، وانتشر أفراد وضباط قطاع الحج والعمرة المتخصصون أصحاب خبرة احترافية من قوات الحج والعمرة وبقية القطاعات الأمنية لتنفيذ الخطط لضمان الانسيابية في دخول وخروج الحجاج من المسجد الحرام، وتم توزيع أفراد قوات القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة الجنود والضباط حول المسجد الحرام، ولوحظ مراعاة التعامل الإنساني لدى قوات الحج والعمرة في توجيه وإرشاد الحجاج بالكلمة الطيبة. وتقع تحت إدارة القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة الإدارت التالية: القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة بمنطقة مكة المكرمة، القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة بالمدينة المنورة، القوة الخاصة لأمن المسجد النبوي، وتعمل هذه الإدارات وفق الخطط المرسومة خلال موسم الحج أو بقية أيام السنة.. لقد أشاد العالم بالأداء العالي للمنظومة الأمنية في مواسم الحج والعمرة ورمضان خلال السنوات الماضية، إلا أن الظروف الاستثنائية التي مرت بها المملكة بسبب جائحة كورونا المتحور أدت لاستنفار المنظومة الأمنية بكل طاقاتها للوصول إلى حج آمن صحي لاستقبال الحجاج من مواطنين ومقيمين من الداخل في أجواء آمنة وهادئة صحية. وأضحت السعودية الدولة الوحيدة عالمياً التي نجحت بامتياز في تنظيم وإدارة الحشود، واكتسب ضباط أمنها القائمون على خدمة الحجاج في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة خبرة وتجربة كمية وتراكمية ومعرفية في موسم الحج. وتبدأ أعمال إدارة الحشود والتفويج في المسجد الحرام منذ دخول الحجاج عن طريق الأبواب الفرعية أو الرئيسية للحرم المكي الشريف؛ في تنظيم لحركة الدخول والخروج، وفق خطط معدة سلفاً وسيناريوهات عديدة للتعامل اللحظي مع أي حوادث أو اختناقات قد تحدث لا قدر الله داخل الحرم أو المداخل والمخارج حول المسجد الحرام، وفقاً لإجراءات تسمح بالتوازن ما بين دخول الحجاج إلى المسجد الحرام وخروجهم وفق آليات وبرمجة دقيقة تهدف لتحقيق الانسيابية ومنع حدوث أي اختناقات.

وبحسب الإحصائيات المتوفرة من إدارة الحشود بالحرم، فإن نسبة المتعجلين من حجاج بيت الله الحرام بلغ ٩٢% الذين أدوا طواف الوداع، فيما بلغ الحجاج الذين أكملوا ثالث أيام التشريق ٨% وفق الاحترازية الصحية للحرم المكي. لقد انبهر العالم بالتجربة السعودية في إدارة الحشود منذ عقود، وتحول هذا الانبهار إلى إعجاب وتقدير، حيث نجحت المنظومة الأمنية بامتياز في الحج الاستثنائي لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم وفق الاحترازات الصحية، خصوصاً أن المنظومة الأمنية تحاول الاستفادة سنوياً من تجاربها وتقوم بتعزيز أنظمتها الإلكترونية بالتقنيات الجديدة والمتطورة لتواكب التقنية الذكية وهي تدير الحشود، من مختلف الثقافات واللغات في مساحة جغرافية محدودة يتحركون في وقت محدد واحد، وداخل الحرم، وهذا يحتاج إلى جهود مضاعفة وخبرة تدريبية عميقة، كل يتم بأيدي قدرات أمنية سعودية مؤهلة تأهيلاً عالياً، ولهذا حرصت المنظومة على أن تؤطر هذه التجربة بإطار تقني عالٍ يتميز بها رجال الأمن، وقوات الطوارئ، وقوة أمن الحج والعمرة، والجهات المشاركة بما للمملكة من رصيد كافٍ للتعامل مع إدارة الحشود، وتوفير كل الخدمات. إنها كوادر أمنية مؤهلة، تستخدم تقنيات متقدمة وآليات حديثة وخططاً محكمة وعزيمة رجال لا تتوقف، وتعمل القوات الخاصة للحج والعمرة على مدار الساعة لإنجاح موسم الحج وتأمين سلامة الحجاج، وتنظيم الحشود وحفظ الأمن وتقديم المعلومات المختلفة لمراكز العمليات. إنهم ضباط وأفراد صادقون في إدارة الحشود بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة.. سلاحهم الإيمان بالله.. والدفاع عن الحرمين الشريفين وتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- حسب الخطة الموضوعة ووفق الطاقة الاستيعابية الآمنة التي تتناسب مع الاحترازات الصحية، وتنظيم دخول وخروج الحجاج إلى المسجد الحرام، مما يحقق الأمن والسلامة وسهولة تنقل الحجاج وتطبيق التباعد الجسدي وفق الجدول الزمني المحدد لتفويج الحجاج من مواقعهم.