خلت الطرقات والأزقة الخلفية من الباعة التقليديين للطراطيع والألعاب النارية عقب تكثيف الحملات الأمنية عليهم وتعاون الأجهزة المختصة في محاصرتهم، فاستغل هؤلاء التجارة الإلكترونية سبيلا لنشاطهم الناري، دون أن يعي الباعة الإلكترونيون خطورة نشاطهم وما يسببه من أذى وضرر على المجتمع خصوصا الصغار. ورصدت «عكاظ» موقعا شهيرا للبيع والشراء والتجارة الإلكترونية يقوم بعرض علني للألعاب النارية والمفرقعات وتخصيص عمولات للمروجين والمشترين. وحملت العروض التي قدمها الموقع تخفيضات للبيع بالجملة لأصناف من الألعاب النارية والمفرقعات حملت أسماء القنابل، عابر القارات، ديناميت، رحمة، صادوه، عصفور، تسونامي، فحم، كمثرى 3 بوصة، كمثرى 5 بوصة، رأس الجمل، بطاريات، مدفع 1.2، وأنواع متعددة منها بصوت ولون ومنها ما يطير وينفجر في السماء. ويتم تحديث العروض على مدار الساعة، وتباع بالجملة والقطاعي مع التوصيل لمناطق المملكة كافة، وتنشط مثل هذه التجارة في مواسم الأعياد.

خبير أمني: سريعة الاشتعال

أكد الخبير الأمني اللواء متقاعد مسعود العدواني أن استخدام هذه الألعاب يشكل خطرا على الأطفال ويعرض حياة الآخرين للخطر لما تحتويه المفرقعات من مواد متفجرة وسريعة الاشتعال تسبب حوادث مرعبة وآثارا خطيرة لا تخلو من بتر الأطراف أو إصابة الأعين، وتواجه الأجهزة الأمنية بقوة مثل هذه الأنشطة. وللقضاء على أي ظاهرة تخل بالأمن دعا العدواني المواطنين إلى ضرورة الإبلاغ عن هؤلاء الباعة، حفاظاً على سلامتهم وسلامة أبنائهم.

«النيابة»: هؤلاء مصرح لهم

حذرت النيابة العامة من الأخطار الجسيمة المحدقة من إساءة استعمال المفرقعات، وما ينطوي عن ذلك من سلوكيات موجبة للمساءلة الجزائية طبقا لنظام المتفجرات والمفرقعات، وما قد يتولد في هذا الشأن من أضرار.

وشددت على أن المفرقعات مركب أو خليط كيميائي يعد لإحداث فرقعة صوتية تكون مصحوبة بهالات، أو بأشكال ضوئية أو دخانية، مثل الألعاب النارية المضيئة، أو الدخانية، المعدة للاستخدام في المهرجانات والمناسبات.

وأشارت إلى أن المصرح له هو الشخص الطبيعي أو الاعتباري الذي تتوافر فيه الشروط اللازمة، ويكون حاصلا على تصريح من وزارة الداخلية. وأضافت أنه يحظر صنع المتفجرات والمفرقعات، أو حيازتها، أو تصديرها، أو استيرادها، أو بيعها، أو استعمالها، أو تداولها، أو نقلها، أو تخزينها، أو إتلافها، أو التدريب عليها، إلا بتصريح من الوزارة وفقا لأحكام هذا النظام ولائحته.

10 سنوات سجنا و2.5 مليون غرامة

المحامي والمستشار القانوني عبيد العيافي أوضح أن تهريب أو تخزين أو الاتجار أو استخدام الألعاب النارية تضمنها نظام المتفجرات والمفرقعات الذي نص في المادة 16 على المعاقبة بالسجن مدة لا تتجاوز 10 سنوات، وبغرامة لا تزيد على مليونين و500 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل من هرب متفجرات إلى داخل المملكة بقصد الاتجار، أو قام بصنعها. كما حدد نظام المتفجرات والمفرقعات عقوبة السجن مدة تصل إلى 6 أشهر والغرامة 100 ألف ريال لتهريب أو تصنيع أو الاتجار بالمفرقعات، ونصت المادة 4 من النظام على أن صنع المفرقعات، أو حيازتها، أو تصديرها، أو استيرادها، أو بيعها، أو استعمالها، أو تداولها، أو نقلها، أو تخزينها، أو إتلافها، أو التدريب عليها، لا يتم إلا بتصريح من وزارة الداخلية. كما نصت المادة 12 من النظام على أن عقوبة تهريب أو تصنيع أو الاتجار بالمفرقعات بدون تصريح تصل للسجن لمدة 6 أشهر والغرامة بنحو 100 ألف ريال. ونصت المادة 17 على السجن مدة لا تتجاوز 5 سنوات، وبغرامة لا تزيد على مليون ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من حاز متفجرات، أو نقلها مع علمه بأنها متفجرات، أو اشتراها، أو باعها، أو استعملها.«الجمارك»: استيرادها ممنوع

أوضحت «الجمارك» أن السلع الممنوع استيرادها تأتي من ضمنها الألعاب النارية التي تستعمل من قبل الأطفال كالطراطيع والصواريخ والكبريت الفشاش ونجوم الليل. وبينت أن دخول الأسلحة والألعاب النارية والمفرقعات والخناجر والسيوف الحادة دون إذن مسبق يعرض حاملها للجزاءات النظامية الصارمة.

«التجارة»‏: 5 آلاف مكافأة للمُبلغ

‏أكدت وزارة التجارة ملاحقة المتورطين في تخزين الألعاب النارية الممنوعة، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية، مشددة على عدم التهاون في إيقاع العقوبات النظامية على المخالفين والمتورطين في تخزين السلع والمواد الخطيرة والمغشوشة، والضارة بالمستهلكين، وأنها ستواصل عملياتها الرقابية لرصد أي مخالفات في هذا الشأن. ودعت وزارة التجارة إلى التعاون والإبلاغ عن مستودعات الألعاب النارية وبائعي الجملة.

وذلك بالاتصال على مركز البلاغات على الرقم 1900 أو عبر تطبيق بلاغ تجاري، معلنة مكافأة قدرها 5 آلاف ريال لمن يبلغ عن مستودعات الألعاب النارية.

استشاري: لا تفركوا أعينكم

حذر استشاري العيون الدكتور غالب حمود العصيمي من الألعاب النارية وما يمكن أن يكمن فيها من مخاطر، فقد تؤدي إلى فقدان البصر أو قد تنتج عنها أضرار جسيمة في العين، خصوصا في الجزء الأمامي منها كخدوش القرنية، تمزق القرنية، حرق في الجفن، نزف في الحجرة الأمامية، والإصابة بعتامة العدسة وغيرها من الأضرار.

وأضاف الدكتور العصيمي أنه قد تنجم عن حوادث الألعاب النارية إصابات في الجزء الخلفي من العين مثل نزيف الجسم الزجاجي، انفصال الشبكية، ثقب في مركز الإبصار أو تلف في العصب البصري. وحذر من فرك العين عند الإصابة بالألعاب النارية وشدد على تجنب محاولة الضغط عليها أو إزالة الشوائب أو الأجسام العالقة فيها، مطالباً بضرورة مراجعة طبيب العيون المناوب بشكل عاجل لتلقي العناية الطبية اللازمة.

«المدني»: لماذا هي خطيرة ؟

حدد الدفاع المدني 5 أسباب تجعل الألعاب النارية خطيرة على الأطفال خصوصا في مواسم الأعياد والمناسبات. وبين أن الألعاب النارية تشكل خطراً في ظل عدم المبالاة أو الإهمال؛ إما من الوالدين أو المرافقين للأطفال، وطالب أولياء الأمور بمراقبة أطفالهم وعدم السماح لهم بشراء الألعاب أو العبث بها أو الانجراف خلف رغباتهم باقتنائها، خصوصا أن أصنافا كثيرة منها ذات قوة تفجيرية شديدة وتفتقر لأبسط مقومات الأمان والسلامة في استخدامها لتدني مواصفات تصنيعها بما يجعلها عرضة للانفجار تلقائيًا في حال تعرضها لدرجات الحرارة العالية أو الاحتكاك بالأسطح الخشنة أو الضغط عليها.

وأضاف الدفاع المدني أن الألعاب النارية خطرة على الأطفال لقرب جسم الطفل من الألعاب ومكان الاشتعال، ما قد يؤدي إلى إصابته، كما أن الألعاب النارية قد تصيب الأطفال بحروق خطيرة، فيجب إبعادهم عنها، وقد تؤذي الأذن مسببة صمما جزئيا أو كليا، إضافة إلى انفجارات الألعاب النارية التي قد تسبب نوبات ذعر للأطفال الحساسين، وقد تسبب للأطفال عمومًا إصابة مباشرة في العين أو اليد.

وشدد الدفاع المدني على أن الألعاب النارية والمفرقعات تنتج عنها أضرار بالغة وكوارث وخيمة على جسم من يستخدمها، قد تصل إلى بتر الأصابع، أو تهتك أنسجة العين حال وصول شظايا هذه الألعاب إليها، أو حروق بالجسم وحدوث تشوهات، فضلًا عن إمكانية تسببها في اشتعال كثير من الحرائق في أماكن استخدامها، سواء في الأماكن العامة أو المنازل أو الاستراحات.